ماذا يعني مطعم بلا نفايات ؟ وما ممارساته وقواعده الأساسية؟

آي هوريكا تقدم مفهوم مطعم بلا نفايات في قطاع المطاعم وأهم ممارساته وتوضح  علاقته بمبدأ الاستدامة
January 28, 2023 by
ماذا يعني مطعم بلا نفايات ؟ وما ممارساته وقواعده الأساسية؟
iHoreca Blog Team

استجابة للحاجة الملحة لمواجهة تغير المناخ " Climate Change " حول العالم، تلقي الشركات في كل الصناعات نظرة فاحصة على بصمتها البيئية، ومحاولة تقليل تأثيرها الضار عليها، وهو ما تقوم به صناعة الأغذية أيضًا وخاصة المطاعم، فقد بدأت المطاعم تهتم بمعدلات الهدر وممارسات الاستدامة وظهر مصطلح " "مطاعم خالية من النفايات " أو " Zero-Waste Restaurants " واكتسب شهرة كبيرة في السنوات الماضية، وهو مفهوم يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على الموارد وتقليل الهدر والحد من النفايات في المطاعم.

ويأتي ذلك المبدأ كأحد التطبيقات العالمية نحو تعزيز الاستدامة في قطاع الغذاء، فإنه خلال السنوات الماضية قد تم انتشار العديد من المبادرات لتحقيق بيئة أفضل وتحويل كل شيء ليصبح أخضر أو صديق للبيئة.

ولكن وبالرغم من وجود ممارسات مستدامة في ذلك المجال المعني بتقديم الأغذية والمشروبات وخدمات الضيافة كالمطاعم والفنادق، إلا أن مشكلة هدر الطعام لا تزال مشكلة حية في العالم أجمع.


فإنه بحسب منظمة الـ " FAO " يتم إهدار ما يقرب من ثلث الأغذية المُنتَجة في جميع أنحاء العالم، مما يؤدي إلى عواقب بيئية واقتصادية واجتماعية كبيرة، وعند التحقق من مصادر الإهدار لذلك الكم من الطعام، نجد أن المطاعم تحتل المركز الثاني بعد الإنتاج الزراعي، وهو ما يعني إضرار بالبيئة في المقام الأول، وإهدار للأموال كذلك فإن هدر الطعام يعني أن جزء كبير من نفقات المطعم تذهب سُدَى.

ومن هنا ظهر مبدأ " مطاعم بصفر نفايات " وهو أسلوب جديد لتقديم الطعام يسعى إلى التخلص من هدر الطعام تمامًا وكذلك المخلفات الصلبة بطريقة آمنة وغير ضارة بالبيئة، ولكن هل يمكن أن يحقق المطعم هذا المبدأ وأن تكون المطاعم خالية من النفايات؟

بالفعل هناك الكثير من المطاعم حول العالم يطبقون هذا المفهوم ويقومون بتطبيق مجموعة من الممارسات المتعلقة بتوفير الطاقة، والتحقق من مصدر المكونات المستخدمة والطرق المستدامة للتخلص من النفايات وتقليل معدلات هدر الطعام، حتى أن هناك مطاعم لا يتواجد لديها " صندوق للقمامة " بالمعنى المتعارف عليه ولكنهم يتعاملون أو يتخلصون من كل مكون أو أداة أو مصدر للطاقة بطريقة غير مضرة بالبيئة.

 

وتمنح جمعية المطاعم الخضراء " Green Restaurant Association " المطاعم شهادة " المطعم الأخضر " بعد تقييم عمليات خدمات الطعام بالمطاعم بمجموعة من النقاط في سبع فئات مختلفة كالآتي:

   كفاءة استخدام المياه

   الحد من النفايات وإعادة تدويرها

   الأثاث ومواد البناء المستدامة

   الأغذية المستدامة

   الطاقة

   المواد الاستهلاكية

   الحد من المواد الكيميائية والتلوث

وإن الـ " GRA " هي منظمة غير ربحية في الولايات المتحدة تأسست عام ١٩٠٠ وتقوم ببناء قاعدة واسعة من الأهداف البيئية لصناعة المطاعم ، ويحتاج المطعم لكسب ما يكفي من النقاط ليصبح مطعمًا أخضر معتمدًا، وهو ما يوفر جانبًا أعلى من المصداقية للمطعم.

 ومن هنا يتضح لنا أن الممارسات المستدامة في المطاعم لا تقتصر فقط على أساليب التعامل مع الطعام والمواد الغذائية بل أن الأمر يمتد إلى أدق التفاصيل في المنشأة وكيفية إدارتها بطرق صديقة للبيئة، وحتى أن بعض المطاعم تتحرى مصادر الغذاء الذي يستخدمونه وأن الموردين الذين يتعاملون معهم هم أيضًا معنيين بقضايا البيئة، مما يخلق دورة عمل مستدامة بالكامل وليس فقط فيما داخل المطعم.

 

ماذا يعني مطعم بلا نفايات ؟

أنه وفقًا لـ" وكالة حماية البيئة الأمريكية - United States Environmental Protection Agency " فإن مصطلح صفر من النفايات أو " Zero-Waste " يعني حفظ جميع الموارد أثناء الإنتاج والاستهلاك وإعادة الاستخدام، بالإضافة إلى الاسترجاع المسؤول للمنتجات ومواد التغليف بدون الحرق أو أي تصريف في الأراضي أو المياه أو الهواء الذي يهدد البيئة أو صحة الإنسان.

وإن تحقيق صفر نفايات حقيقي ليس بالأمر السهل فمن أجل وصول المطعم إلى نقطة " صفر نفايات " يتطلب ذلك تطبيق عدة ممارسات للتخلص من ٩٠٪ على الأقل من موارده بعيدًا عن صناديق القمامة، وهو ما يتطلب تقليل أو إعادة استخدام أو إعادة تدوير الغالبية العظمى من المكونات والأدوات والموارد الأخرى.

ولكن دعونا في البداية وقبل التطرق إلى خطوات تحويل المطعم إلى " Zero-Waste Restaurant " ، أن نوضح أسباب سعي المطاعم إلى تطبيق هذا المفهوم والحد من النفايات :


   خفض تكاليف التشغيل وزيادة أرباح المطعم: فإنه إلى جانب تقليل كمية القمامة التي تذهب إلى مكبات النفايات، فمن خلال تبني المطعم لعقلية صفر نفايات، يمكن لصناعة الخدمات الغذائية توفير الأموال وتحسين الأرباح أيضًا.

كما أن التركيز نحو تقليل الهدر ، يجعل المطعم أكثر دقة في حساب وإدارة المخزون، فكلما كانت طلبات الشراء مدروسة وبحسب احتياج المطعم الفعلي سوف يقل معدل تلف الطعام وبالتالي خفض التكاليف.

ويذكر أنه في حين أن استخدام كل مكون بطرق متعددة قد يساعد على استغلال كل مبلغ يتم إنفاقه، فإن إدارة الأعمال المستدامة تتطلب أيضًا المزيد من النفقات أحيانًا في البداية، فقد يحتاج المطعم تخصيص أموال إضافية لإجراءات مثل التسميد، واستخدام حاويات قابلة للتحلل، وأدوات زجاجية عوضًا عن البلاستيك، وأدوات تقديم صديقة للبيئة وخلافه، ولكن مع مرور الوقت سيتم استرجاع تلك النفقات مع زيادة الأرباح.

فإنه بحسب تقرير عن Champions 12.3 ، فإن مقابل كل دولار واحد تقوم المطاعم باستثماره في برامج تقليل هدر المطبخ، توفر في المتوسط ٧ دولارات من تكاليف التشغيل.

 

   جذب عملاء جدد : أصبح المستهلكون وخاصة الشباب على درجة كبيرة من الوعي الاجتماعي تجاه بيئتهم، فإنه وفقًا لشركة Nielsen / مقال Sustridge ، فإن حوالي ٧٤٪ من جيل الألفية على استعداد لدفع المزيد مقابل المنتجات والخدمات المستدامة، لذا فإن بذل الجهد للوصول إلى هؤلاء الشباب سوف يعود على المطعم بالطبع بالإيجاب فهم شريحة كبيرة لا يستهان بها.

   تحقيق المسئولية الاجتماعية : تسعى كل المؤسسات والشركات إلى إظهار مسؤوليتهم الاجتماعية نحو المجتمع والبيئة التي يتواجدون بها، فإن تحقيق كذا الشق والاهتمام به وتبنى قضايا البيئة وتغير المناخ، وهدر الطعام وما شابه، كل ذلك يرفع من قيمة مطعمك في السوق ويضيف لك ميزة تنافسية جديدة.

وبحسب ذات التقرير الذي عرضه مقال موقع " Sustridge "، فإن ٨٦٪ من المستهلكين على استعداد لتبديل العلامات التجارية التي يتعاملون معها بأخرى المرتبطة بقضية جيدة وفقًا لدراسة المسؤولية الاجتماعية للشركات لعام ٢٠١٧.

وأن العلامات التجارية الاستهلاكية التي تظهر التزامًا بالاستدامة تتفوق في الأداء عن تلك التي لا تفعل ذلك، حيث تنمو بنسبة ٤٪ على مستوى العالم مقارنة بأقل من ١٪

خطوات لتقليل هدر الطعام والحد من النفايات و المخلفات

إن البداية عادة تبدأ بخطوة، وإذا كنت تؤمن بذلك الواجب الاجتماعي تجاه البيئة وتريد أن يصبح مطعمك جزءًا من تلك المنظومة التي لا تضر البيئة، فإليك بعض الخطوات والممارسات التي تقوم بها المطاعم الخالية من النفايات حول العالم.

ولكن يجدر بالذكر أن تطبيقات المطاعم وأسلوبهم لتحويل المطعم إلى مطعم أخضر أو صديق للبيئة تختلف عن بعضها البعض، وأن المطاعم الخالية من النفايات تختلف في ممارساتها وفقًا للبيئة المحيطة بها والإمكانيات المتاحة، فليس ضروريًا أن تكون جميع المطاعم الخالية من النفايات تطبق كافة الخطوات والممارسات التي سوف نعرضها تاليًا، ولكن بالنهاية يجتمعون حول هدف وقضية واحدة:


أولًا: اتباع قاعدة الـ " 5R'S " :

وهي قاعدة شهيرة مكونة من خمس كلمات متعلقة بالحد من النفايات تبدأ بحرف الـ " R "، فهي بمثابة خطوات ترشد المطاعم حول كيفية إدارة نفاياتها بشكل مستدام، كالآتي:

١-   الرفض – Refuse

تتضمن هذه الخطوة رفض المطعم للعناصر ذات التأثيرات البيئية السلبية، أي تقييم كل عملية شراء بعناية للتخلص من العناصر التي لا حاجة لها ولا تريد تكديسها في صناديق القمامة.

قد يبدو قول لا للكثير من الممارسات الشائعة في معظم المطاعم التي تضر البيئة تحديًا كبيرًا، لكن يرى متبنين هذا المبدأ أن السلم إلى " صفر من النفايات " يبدأ بقول لا لكل ما هو غير ضروري.

فعلى سبيل المثال، ترفض تلك المطاعم استعمال منتجات البلاستك التي تستعمل مرة واحدة فقط، وهناك مطاعم خالية تمامًا من البلاستك، فهم يخزنون الطعام في قوارير زجاجية كبيرة، ويقدمون الماء والمنظفات في زجاجيات، وتحتوي الطاولات على مناشف قماشية لا الورقية، والتوقف عن تقديم العناصر ذات الاستخدام الواحد وأدوات المائدة البلاستيكية.

 

٢-   التقليل – Reduce

يقصد بخطوة التقليل أن تراقب عملية التشغيل ومحاولة التقليل من كل ما يضر البيئة واستبداله بآخر، وكذلك التقليل كميات الطعام المهدرة من خلال ضبط وتقليل مشترياتك، بالإضافة إلى بعض التطبيقات البسيطة التي تساعدك على تقليل المخلفات ، فعلى سبيل المثال:

   عمل خصم للعملاء الذين يحضروا أكوابهم وحاويتهم أو حقائبهم الخاصة، مما يساعدهم على تقليل أدوات الطعام البلاستيكية.

   اجعل الموظفين يجلبون أكواب خاصة لمشروباتهم أثناء العمل بدلًا من استخدام أكواب الاستخدام الواحد.

   استخدم موزعات البهارات القابلة لإعادة التعبئة المعتمدة من وزارة الصحة بدلاً من الحزم الفردية.

   شراء المواد المستخدمة بانتظام بكميات كبيرة أو في شكلها المركز.

   طباعة القوائم على ورق متين يمكن إعادة تدويره.

   اعرض على عملائك إرسال الفاتورة على الهواتف المحمولة بدلا من طباعتها

   اطلب من مورديك استعادة صناديق الشحن لإعادة الاستخدام، أو إعادة التدوير، وإبقائك على اطلاع بالمنتجات الجديدة والحالية المعبأة بطرق يمكن أن تقلل من النفايات.

Reusable Bags

٣-   إعادة الاستخدام - Reuse

تُملي هذه الخطوة الاستثمار في العناصر القابلة لإعادة الاستخدام، وبذلك تتخلص المطاعم من كميات أقل من المخلفات وتقوم بإعادة استخدام الكمية الأكبر، وعلى سبيل المثال:

   بدلاً من تقديم زجاجات المياه البلاستيكية التي تذهب على الفور إلى سلة المهملات، تستخدم المطاعم الزجاجات لتقديم المياه للعملاء.

   تشجيع الضيوف على أخذ بقايا طعامهم إلى المنزل عندما لا يتمكنون من إنهاء وجبتهم.

   استخدام عبوات قابلة للإرجاع أو إعادة الاستخدام للفواكه والخضروات

   تقديم عبوات قابلة لإعادة التعبئة وتقديم المشروبات من عبوات كبيرة وإعطاء الضيوف أكواب لإعادة التعبئة

   استخدام حاويات الصابون القابلة لإعادة التعبئة

٤-   إعادة التدوير – Recycle

تعتمد تلك الخطوة على إعادة تدوير كل ما لا يمكن إعادة استخدامه،

وكذلك شراء المنتجات المصنوعة من خامات معاد تدويرها أيضًا لتشجيع الدورة الكاملة لإعادة التدوير، فإن من " المطاعم الخالية من النفايات " من يعتمدون على الأثاث والديكور المصنوع من مواد تمت إعادة تدويرها.

 

وإليكم بعض الممارسات التي تقوم بها مطاعم الـ " Zero Waste " فيما يتعلق بإعادة التدوير:

   تقديم نفايات الشحوم أو الدهون أو زيت الطهي المستخدم إلى الشركات التي تعيد تدويرها في صناعات أخرى وهو ما يعد تخلص آمن للموارد.

   استخدام حاويات قمامة مخصصة لكل نوع من المخلفات سواء بلاستك أو معدن أو زجاج وخلافه، لتساعد على فصل القمامة وبالتالي تسهل عملية إعادة التدوير.

   التبرع بالزي الموحد القديم الخاص بالطهاة لمحلات الملابس المستعملة.

٥-   تعفن – Rot

وفقًا لوكالة حماية البيئة " Environmental Protection Agency "، فإن ٦٠ – ٨٠ ٪ من القمامة التي تنتجها المطاعم هي نفايات طعام، وإن النفايات العضوية هي مورد قيم يمكن تحويله إلى سماد لإنتاج أسمدة التربة لتعزيز جودة التربة وتقليل تآكل التربة.

فإن تعفُن أو تسميد نفايات الطعام " Composting " يعد حلًا رئيسيًا لنظام إدارة النفايات، فمن خلال اختيار فصل المواد العضوية، يمكنك تحويل المزيد من النفايات من مكب النفايات إلى منتج يمكن الاستفادة منه ويفيد البيئة، وخفض رسوم نقل النفايات، وإحداث تأثير إيجابي على البيئة حيث تقوم مطاعم الصفر نفايات بتجميع كل المخلفات الحيوية التي ينتجها المطبخ مثل قشر البيض وقشور الفاكهة والخضروات، أو تفل القهوة والشاي، ويقومون بتحليلها وتحويلها لسماد طبيعي يثري التربة، ويساعد في الحفاظ على الرطوبة وقمع الأمراض والآفات النباتية، ويشجع على إنتاج البكتيريا والفطريات المفيدة.

 

وتتم عملية التسميد تلك إما من خلال آلات ومعدات متخصصة، أو قد يعتمد المطعم على القيام بتلك الخطوة يدويًا من خلال تجميع بقايا الطعام في وعاء به فتحات من الأسفل ويضاف إليه بعض من طمي التربة، ويثبت أعلي وعاء آخر حتى تتسرب أي سوائل منتجة خلال عملية التسميد، وبعد فترة تتحول تلك البقايا إلى سماد طبيعي يفيد المزروعات.

وتستخدمه المطاعم إما للمساحات الخضراء حول المطعم أو للمزروعات التي يقوم المطعم بزراعتها بنفسه، أو يعطوه للمزارع التي تورد للمطعم خضروات وفواكه عضوية، وبذلك تتحقق الدورة الطبيعية الكاملة للنباتات.

ويمكنك الاطلاع أيضًا على هذا المقال لمعرفة الخطوات الأساسية لتقليل أحجام الأغذية المهدرة في المطاعم

كما يمكنك معرفة المزيد عن أسباب وتأثيرات هدر الطعام حول العالم وسبل
مواجهته في قطاع المطاعم والفنادق عبر مبادرة آي هوريكا للحد من هدر الطعام

food tasted not wasted

ثانيًا: قياس ومراقبة المخلفات: حيث ينشغل المهتمون بالبيئة عادة بقياس بما يقومون بالتخلص منه في سلة المهملات من بقايا الطعام والأطعمة منتهية الصلاحية، أو قطع الخضروات واللحوم التي تُنتج أثناء عملية التحضير، فهم يقومون بقياس تلك الكميات وتدوينها ومتابعتها كل يوم.

فمن خلال تتبع أنواع وكميات ما تلقيه، سوف تستخدم تلك المعلومات لمعرفة ما تفرط بطلبه مما يساعدك في تقليص طلباتك وضبط قائمتك أو إيجاد طرق جديدة لاستغلال ذلك الفائض، ومراقبة التقدم بمرور الوقت.

ثالثًا: إعادة التفكير في المخزون وممارسات الشراء: قد يعتقد الكثيرون أن عملية تقليل هدر الطعام بمرحلة إعداد وتقديم الطعام، بل أن الأمر يبدأ بما يسبق ذلك وهو مرحلة الشراء، والتي تبدأ بتحديد الخطط والأهداف واحتياجات المطعم بناءً على نسبة الإقبال على كل صنف في قائمة الطعام ونسبة المبيعات.

كما يحتاج المطعم لإعادة هيكلة وتشكيل القائمة الخاصة به إذا تبين أن هناك الكثير من الأصناف لا يتم طلبها، فهذا يعني خامات غير مستغلة بالمخزن معرضه للتلف، لذا فإن إدارة المخزون وممارسات الشراء سوف تقلل بنسبة كبيرة من تبذير الغذاء.


رابعًا: إشراك العاملين في إدارة الهدر : غالبًا ما يرغب موظفو المطبخ والخدمة في المساعدة في منع هدر الطعام، لكنهم بحاجة إلى مزيد من التعريف والتوجيه من إدارة المطعم.

فلكي ينجح المطعم في تبني مبدأ الحفاظ على البيئة ، عليه أن يعي أن العاملين ومشاركة الموظفين هي مفتاح نجاح أي برنامج إعادة تدوير، فهم الذين سيطبقون الممارسات المستدامة التي يسعى لها المطعم، والتي قد تبدو غريبة للبعض إذا لم يفهم السبب والهدف وراء تلك الإجراءات.

ومن هنا يأتي دور الإدارة في توعية العاملين لفهم أهمية فصل النفايات بشكل صحيح، وأهمية عملية التسميد، وطبيعة المكونات التي يمكن تسميدها لفصلها في وعاء مخصص لذلك، قِس على ذلك كافة الإجراءات اليومية التي يقوم بها فريق العمل، فسوف تزيد كفاءة العمل حين يعي العاملين سبب تنفيذ تلك الممارسات، ويمكن كذلك إضافة ملصقات إرشادية حول المطبخ، وفي منطقة الموظفين للمساعدة في تذكير الجميع بمواكبة البرنامج.

خامسًا: الحفاظ على الماء: إن الإهدار لا يقتصر على المأكولات والأطعمة فقط بل أن المياه لها نصيب كبير من حرص المطاعم على الحفاظ عليها فهي من أهم مصادر الحياة.

فعلى سبيل المثال، إذا لم يفرغ الزبائن قوارير المياه على طاولتهم يقوم المطعم بتجميعها وعليها واستخدامها في المرافق والحدائق وعملية تنظيف المطعم ، إلى جانب تقنين استهلاك المياه بشكل عام من خلال استخدام أنظمة تحكم ذكية للمياه مثل الفوهات الذكية لصنابير المياه .

 

سادسًا: مراجعة حجم حصص أطباقك: هل لاحظت وجود طعام متبقي في أطباق رواد المطعم بشكل متكرر؟ إذا كانت الإجابة بنعم فعليك مراجعة حجم حصص الأطباق التي تقدمها لزبائنك وتقليلها بنسبة ١٠ أو ٢٠ ٪، أو تقديم حصتين مختلفين الحجم وتترك للضيوف الاختيار، ذلك سوف يساهم بنسبة كبيرة في تقليل حجم الإهدار ، وفكر كذلك في تقديم الوجبات على أطباق أصغر حجمًا مما يساعد على أن تبدو الحصص الأصغر كبيرة.

سابعًا: التعامل مع مصادر توريد صديقة للبيئة: فإن المطاعم التي تعتمد مبدأ حماية البيئة والتخلص الآمن للموارد وتقليل المخلفات لا تكتفي بالممارسات التي تقوم بها داخل المطعم فقط بل الأمر يمتد إلى نظام التوريد أيضًا، فتحرص الكثير من المطاعم على التأكد من أن المورد معني بذات القضية هو الآخر ولا يسبب أي ضرر بالبيئة، من خلال على سبيل المثال، استخدام عبوات تغليف صديقة للبيئة أو قابلة لإعادة الاستخدام، أو حرصه على عدم استخدام مواد كيميائية تضر البيئة وتقديم منتج عضوي وطبيعي.

وهناك مصطلح شهير تستخدمه المطاعم الخضراء وهو " Farm To Fork " وهو ما يعطي انطباعا للضيوف بأن الخضروات المستخدمة في المطعم طازجة بدرجة كبيرة.

لذا تقوم معظم الـ " Zero Waste Restaurant " بالتعامل مع مزرعة تقدم خضروات عضوية " Organic " أو تزرع الخضروات والأعشاب في حديقة خاصة أو على سطح المبنى. فإذا كان موقع مطعمك يسمح لك باستغلال مساحة من الأرض لزراعة الأعشاب والخضروات التي تستخدمها في قائمتك ابدأ بتلك الخطوة وأضف أعشابك الطازجة في عناصر القائمة.


ثامنًا: إعادة استخدام الطعام الزائد: إن خطوة إعادة استخدام فائض الطعام  وتوظيف المكونات المهدرة بشكل مختلف وخلق أصناف متعددة منها تساهم بصورة كبيرة في تقليل كمية المخلفات الغذائية التي تنتج عن المطعم كما تسمح بتوليد إيرادات من هذه النفايات المحتملة، على سبيل المثال يمكن استخدام بقايا المخبوزات مثل الخبز والمعجنات في عمل أطباق حلويات أخرى مثل " بودينغ الخبز - Bread Budding " أو تحميص الخبز وإضافته في وصفات السلطات، أو استخدم قطع الخضروات والفاكهة الفائضة في إعداد المرق أو الصلصات، ويقوم بعض الطهاة بتحميص قصاصات الخضروات وتجفيفها وطحنها لإضافة نكهة فريدة إلى عناصر القائمة.

تاسعًا: تقليل الإنتاج الزائد: تساهم بعض تقنيات الإنتاج في ثقافة الإنتاج المفرط، على سبيل المثال، تميل المنشآت الغذائية إلى طهي بدفعات كبيرة واعتماد أسلوب البوفيهات، وهو ما يقود إلى الإفراط في إنتاج الطعام مقارنة بالطهي حسب الطلب.

لذا لا تعتمد الـ " Zero-waste restaurant " غالبًا على مفهوم " البوفيه " سواء للسلطات أو أي أصناف أخرى، فبالرغم من أن تقديم خيارات عديدة للضيوف يعد أمرًا رائعًا، ولكن للأسف يتم التخلص من العديد من الأصناف يوميًا.

ما هو الهاسب؟

مقال خاص من آي هوريكا يقدم تغطيتها لدورة جمعية الطهاة المصريين مع مراقب الجودة علاء معبد حول نقاط التحكم الحرجة وسلامة الغذاء وخطة الهاسب الهامة للمطاعم والفنادق

اقرأ المقال التفصيلي من هنا

عاشرًا: توفير الطاقة: حيث تمتد فكرة " Zero Waste Restaurant " إلى الحفاظ على جميع الطاقة المهدرة، ويأتي ذلك في صورة ممارسات مستدامة عند التعامل مع الطاقة وذلك كالآتي:

   استخدام أجهزة ومعدات موفرة للطاقة، وتسكين أجهزة التبريد بعيدًا عن التسخين للحفاظ على كفاءة الأجهزة وصيانة تلك الأجهزة الكهربائية بشكل دوري مثل المكيفات وأجهزة القلي.

   استبدال اللمبات بأخرى " LED " واستخدام أجهزة تحكم زكية للإضاءة، حيث يذهب حوالي ١٣٪ من استهلاك الطاقة في المطعم إلى الإضاءة، وإن استخدام المصابيح الكهربائية الموفرة للطاقة قد يوفر بنسبة تصل إلى ٨٠٪ مقارنة باللمبات التقليدية.

   الاهتمام بالممارسات البسيطة التي تصنع فارق، مثل تأكد دائمًا من إغلاق أبواب الفريزر والمبردات لأنها تفقد طاقة كبيرة عند تركها مفتوحة، بالإضافة إلى ذلك، لا تستخدم قدرًا أكبر مما تحتاجه لأنها تتطلب المزيد من الطاقة والوقت للتسخين.

 

وأخيرًا، وبعد توضيح الإجراءات والممارسات الحالية التي تقوم بها المطاعم حول العالم، يرى الخبراء أن الوعي البيئي أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى لا سيما في ظل تراكم النفايات البيئية والتداعيات المميتة على الكوكب.

لذا احرص على أن تصل كل تلك الجهود التي يقوم بها المطعم للعملاء، واجعل العملاء على اطلاع بشأن تنفيذ أي سياسة جديدة تخص التوجه الذي يعتمده المطعم للحد من النفايات، واعلم العملاء كيف يمكنهم المساعدة نحو الـ " Zero-Waste ".

ولا يُستبعد أن تظهر المزيد من التطبيقات المستدامة في المطاعم وفي قطاع الأغذية بشكل عام، وأن تزداد نسبة المطاعم الخضراء مع مرور السنوات في العالم، وقد تصبح تلك الممارسات بشكل ما إلزامية لا تطوعية، فقد تصبح الحل الأوحد لمواجهة التغيرات البيئية والمناخية التي يشهدها العالم.

تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا

المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة

اعرف أكثر