تواصل معنا   care@ihoreca.com
تابع صفحاتنا
الـ " ستوري تيلنج " .. استراتيجية تتفوق في مجال تسويق المطاعم
آي هوريكا تستعرض مفهوم السرد القصصي وأهميته في مجال تسويق المطاعم وخدمات الأغذية
28 كانون الثاني, 2024 بواسطة
الـ " ستوري تيلنج " .. استراتيجية تتفوق في مجال تسويق المطاعم
iHoreca Blog Team

لا يمكن تجاهل أهمية استراتيجيات التسويق الفعالة في قطاع صناعة تقديم خدمات الأغذية والضيافة عبر المطاعم والفنادق المختلفة، فهذا المجال يتسم بكونه شديدة التنافسية والتطور باستمرار، فمع وفرة خيارات تناول الطعام وتجارب الطهي المتاحة للمستهلكين، أصبح لزامًا على منشآت تقديم المأكولات والمشروبات استخدم تقنيات تسويقية مبتكرة ومقنعة للتميز في السوق المزدحم، وأحد هذه الأساليب القوية التي اكتسبت شعبية قوية مؤخرًا في سوق المنافسة هو الـ " Storytelling– الاستوري تلنج "، والذي ظهر كطريقة آسرة لإشراك زبائن المطاعم ، وإثارة المشاعر، وخلق انطباع دائم لديهم.

حيث تمكّن أسلوب الـ " Storytelling– الاستوري تلنج " أو السرد القصصي من صناعة الطفرة والتميز خلال الفترة الأخيرة في مجال الدعاية و التسويق لمنتجات وخدمات الأغذية والضيافة التي تقدمها المطاعم والفنادق.

وتعرف هذه الاستراتيجية بأنها أسلوب السرد القصصي لمضمون يكون منسوجًا ومصنوعًا ليدور حول العلامة التجارية وما تقدمه من خدمات ومنتجات، وهي قصة تتجاوز المكونات الموجودة في الطبق أو خدمة الضيافة، ويتعلق الأمر بالتواصل مع عملائك على المستوى العاطفي، والاستفادة من قيمهم وتطلعاتهم وذكرياتهم، ويشير إليها بعض رواد التسويق والخبراء بأنها اللمسة الدعائية السرية المعاصرة التي يمكنها تحويل وجبة بسيطة إلى تجربة لا تنسى.

 تأثير الاستوري تيلنج في مجال التسويق لخدمات وأطباق المطاعم

وذلك لأنها استراتيجية تسويق تعتمد على استخدام القصص لخلق المشاركة والعاطفة والولاء لدى الجمهور، ويمكن أن تساعد العلامات التجارية للأغذية على التميز عن الآخرين والتواصل مع المستهلكين بمستويات أعمق، ولعل بعض أهم الأسباب التي تجعل رواية القصص في مجال تسويق الخدمات والخامات الغذائية مهمة وفعالة هي:

   إمكانها إيصال مهمة العلامة التجارية أو غرضها أو شغفها بسرعة وفعالية، وإظهار كيفية توافق العلامة التجارية مع قيم المستهلك ودوافعه وتطلعاته، فعلى سبيل المثال؛ عندما يستخدم المطعم هذا الأسلوب لترويج لمكونات وصفاته وأطباقه كيف هي مستدامة وآتية من مصادر موثوقة وأخلاقية وبمعايير جودة عالية، بما سيتناسب مع توجه المستهلك الذي يتبنى هذه المبادئ في طلب واستهلاك خدمات الأغذية والضيافة

وهو ما تقوم به عدة مطاعم ومؤسسات تقدم خدمات أغذية في قطاع إنتاج اللحوم المصنعة مثل تلك المنشآت التي تعمل في مجال بدائل اللحوم النباتية، حيث تستخدم حملاتها في الأغلب أسلوب سرد القصص لإنشاء اتصال عاطفي مع العملاء من خلال تسليط الضوء على الفوائد البيئية لبدائل اللحوم النباتية، وهو كذلك ما يتعلق بالنقطة التالية.

   إمكانها التركيز على المكونات ومصدرها، وشرح الطرق الخاصة التي يتم بها إعداد الأطباق، مما يخلق إحساسًا بالأصالة والشفافية والثقة والولاء مع المستهلك، فعلى سبيل المثال؛ الاعتماد على أسلوب سرد القصص لتسليط الضوء على مسؤولية المطعم الاجتماعية والبيئية، حيث تعرض قصص مزارعيها ومورديها وفريق عملها ونشطائها

التركيز على المكونات ومصدرها

   إمكانها الاحتفال بالتراث والثقافة / الثقافات التي ألهمت الوصفات، ومشاركة القصص الشخصية أو التاريخية وراء الأطباق، مما يثير إحساسًا بالحنين والتواصل والتنوع والتميز، فعلى سبيل المثال؛ تسليط الضوء على جذور المطعم الجنوب أفريقية أو الشرقية وتأثير المأكولات البرتغالية و الميكسيكية على قائمة طعامه.

كذلك يمكن للطبق التقليدي من منطقة أو بلد معين، مثل الباييا أو السوشي أو البيتزا، أن يحكي قصة نشأته، وكيف يعكس الثقافة المحلية وأسلوب الحياة، وكيف تطور مع مرور الوقت، وأيضًا عندما نسوق للوصفة العائلية المتوارثة عبر الأجيال، مثل الكعكة أو الحساء، التي يمكن أن تحكي قصة كيفية صنعها وما هي الذكريات التي تجلبها وما هي المناسبات التي يتم تقديمها فيها.

   ومن الناحية النفسية والمضمون الاتصالي، إضافتها بعدًا مقنعًا إلى الجهود التسويقية للمطاعم والفنادق ومنشآت تقديم الأغذية وخدمات الضيافة، وكذلك إضافتها طابعًا إنسانيًا للعلامة التجارية، مما يسمح لها بتجاوز كونها مجرد مزود للأطعمة والمشروبات، فمن خلال الروايات التي تثير الحنين، أو التي تحتفي بالتقاليد، أو التي تدعم الاستدامة، يمكن للمؤسسات أن تتناغم مع الفئة السكانية المستهدفة على المستوى العاطفي، مما يخلق تجارب لا تُنسى تمتد إلى ما هو أبعد من طاولة الطعام أو خدمة الضيافة أو التوصيل في عصر يتوق فيه المستهلكون إلى الأصالة والشفافية، فتعمل رواية القصص كوسيلة لمنشآت الأغذية والمشروبات لتوصيل قيمها وروحها وشغفها بحرفية الطهي.

إضافة بعد إقناعي إلى الجهود التسويقية

ويمكن تقديم أهم متطلبات وأسس وأنماط التوظيف والاعتماد على استراتيجية الاستوري تيلنج في التسويق لخدمات المطاعم بشكلها الحديث كالتالي:

١-   البحث عن الصوت المميز، فرواية القصص الرائعة لها هدف رئيسي واحد، وهو التحدث إلى الناس، وليس العملاء أو العملاء المحتملين؛ لذا فقم بإنشاء إستراتيجية استوري تيلنج لمطعمك أو خطة التسويق الخاصة بفندقك والتي ستسمح لك بإضفاء الحيوية على علامتك التجارية وجذب القارئ

فبعد كل شيء، يمكن للفرد المتلقي للرسالة أن يدرك القصة الكاملة بشكل أفضل من القصة الحقيقية، ويمكن لسرد القصص أن يجذب استجابة عاطفية، حيث أن العقل البشري مبرمج لتصور المعلومات التي يمكن أن تقدمها القصة، أي أن ذلك سيسمح بتسويق سرد القصص بشكل ناجح إذا ما تم التعبير عن الجانب العاطفي بفعالية، وفي النهاية، سيجذب الجمهور من خلال الرغبة في تجربة القصة.

٢-   معرفة الجمهور جيدًا، حيث يعد فهم تفضيلات وقيم وتطلعات الجمهور المستهدف أمرًا بالغ الأهمية لصياغة القصص التي يتردد صداها معهم، حتى يتم تصميم الروايات لتتناسب مع مشاعر واهتمامات الجمهور، فعلى سبيل المثال؛ إذا كان مطعمك أو فندقك مبنيًا على علامة تجارية فاخرة، فقد يكون عملاؤك المحتملون من المسافرين الذين يرغبون في تجربة تاريخ أي وجهة أو طبيعتها أو وصفاتها التراثية أو جميعهم، لذا أكمل هذه الجزئية، وستتمكن من تحديد الجمهور الأساسي لعلامتك التجارية.

٣-   الحرص على تحديد أهداف وغايات تسويقية واضحة، واستخدم أسلوب سرد القصص لتحقيق تلك الأهداف، فعلى سبيل المثال؛ إذا كان هدفك هو زيادة المبيعات، فاستخدم الاستوري تيلنج لإنشاء اتصالات عاطفية مع العملاء تؤدي إلى زيادة الولاء والمبيعات.


٤-   إنشاء تجارب تذوق حياتية وخدمات ضيافة مؤثرة ومحفزة ومعبرة عن فكرة ومفهوم المطعم لتشجع المشاهد والمستقبل للرسالة الدعائية على أن يكون جزءًا من هذه القصة والحالة، ويمكن ذلك من خلال استضافة الأحداث والمناسبات الخاصة أو ورش العمل أو المناسبات المحلية الهامة التي تسمح للعملاء بالتفاعل مباشرة مع قصتك.

٥-   الاستفادة من المحتوى المرئي لرواية القصة من خلال محتوى جذاب بصريًا مثل مقاطع الفيديو والصور والرسوم البيانية لإضفاء الحيوية على القصص؛ حيث يمكن لسرد القصص المرئي أن يأسر الجماهير ويشركهم بطريقة لا يستطيعها مجرد النص.

٦-   التأكد من أن قصة العلامة التجارية متسقة عبر جميع قنوات التسويق، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية ومراحل التغليف والتوصيل وأجواء الضيافة داخل المطعم ، فالسرد المتماسك يعزز هوية العلامة التجارية.

وكذلك الاهتمام بصياغة هوية علامة تجارية متماسكة من خلال جعل القصة تتخلل كل جانب من جوانب العلامة التجارية، بدءًا من الشعار وتصميم القائمة وحتى الزي الرسمي للموظفين والموسيقى وأجواء الضيافة المحيطة، فالاتساق هو المفتاح في خلق تجربة مؤثرة بشكل فعال.

٧-   الشراكة مع رواة القصص الآخرين، وذلك من خلال التعاون مع فنانين أو موسيقيين أو حتى مؤلفين محليين وقنوات اتصال ودعاية خاصة كطرف ثالث مثل " البودكاست " لإنشاء تجارب فريدة تدمج وتنسج رواية علامتك التجارية بنسيج المجتمع، فتوظيف رواة قصص محترفين قد يساعد في إنشاء قصص مقنعة سيكون لها صدى لدى الجمهور، ويمكن لرواة القصص المحترفين مساعدتك في إنشاء قصص جذابة ولا تُنسى وفعالة.

الشراكة مع رواة القصص الآخرين

٨-   توظيف صور جذابة وروايات ملفتة وملهمة ولمحات خاصة من وراء الكواليس للمطبخ وفريق الضيافة والمديرين والملاك

٩-   الاهتمام بمواكبة أحدث الاتجاهات، واستخدام تلك الاتجاهات لإنشاء قصص مقنعة سيكون لها صدى لدى الجمهور، وادمج تقنيات الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) لخلق تجارب ومؤثرات مرئية وصوتية خاصة تساند مفهوم وتأثير أسلوب السرد القصصي لتسويق خدمات المطعم.

١٠-   مشاركة تاريخ المطعم أو العلامة التجارية، فيمكن أن يتضمن ذلك معلومات حول المؤسسين، أو مصدر الإلهام وراء المفهوم، أو رحلة العلامة التجارية منذ بدايتها وحتى يومنا هذا، وعلى نفس النمط مشاركة القصة وراء الوصفات والأطباق والديكورات وخدمات الضيافة وأساليب التقديم، حيث يمكن أن يتضمن ذلك معلومات حول مصدر الإلهام وراء الطبق، أو المكونات المستخدمة، أو تقنيات الطهي وخدمات الضيافة، وقد يتضمن ذلك معلومات حول المزارع التي يتم الحصول على المكونات منها، أو المزارعين الذين يزرعونها، أو رحلة المكونات من المزرعة إلى المائدة، خاصة إذا كان المطعم يستهدم الاعتماد على المكونات المحلية ابتباعًا لأغراض تقليل الهدر.

إشراك الجمهور بما يحدث خلف الكواليس

١١-   إنتاج مقاطع فيديو قصيرة تعرض قصص الأشخاص الذين التقوا وتعاملوا مع خدمات المطعم أو المنشأة المقدمة لخدمات الأغذية والضيافة، وهي الجزئية التي إذا ارتبطت بشعار حملة مؤثر وعاطفي ستتمكن من إيجاد ترابط نفسي قوي مع المستهلك أو الضيف المقبل على خدمات المطعم.

١٢-   كذلك محاولة إنشاء تطور مقنع في الحبكة، فتطور الحبكة يقصد به تغيير مفاجئ في الاتجاه أو النتيجة المتوقعة للقصة التي يتم بنائها عبر استراتيجية المطعم أو المنشأة مع جمهور المستقبلين للرسائل الدعائية، لذا ينصح الخبراء بإعداد تطور في الحبكة لإنشاء قصة مقنعة تجذب انتباه الجمهور وتبقيهم منخرطين.

١٣-   كذلك يعد الإجابة والتواصل بشفافية مدخلًا وبابا هامًا لتحقيق النجاح لهذه الاستراتيجية، لأنه من خلال الإجابة على أسئلة العملاء، ستتمكن علامات المطاعم التجارية من مشاركة القصص حول المكونات المستخدمة في طعامها وتقنيات الطهي المستخدمة لإنجاح مبدأ الشفافية في التواصل.

عرض قصص الأشخاص الذين التقوا وتعاملوا مع خدمات المطعم

والجدير بالذكر أن العديد من رواد وخبراء التسويق يجدون أن أسلوب الاستوري تيلنج أصبح يمثل حجر الزاوية في التسويق الحديث في قطاع الأغذية والمشروبات، مما يوفر للشركات الفرصة للمشاركة والتواصل وبناء علاقات دائمة مع جمهورها، من خلال نسج الروايات التي تحتفي بالتراث والأصالة والقيم المشتركة، ويعللون ذلك بأنها تساعد العلامات التجارية على رفع مستوى جهودها التسويقية وترك انطباع دائم لدى المستهلكين، مع استمرار تطور صناعة الأغذية والمشروبات، معتقدين بذلك أن فن سرد القصص بلا شك ستصبح أداة قوية لا غنى عنها لأولئك الذين يسعون إلى التميز في هذا المجال.

تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا

المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة

اعرف أكثر