الجيل زد أو" Gen Z " هو أحدث جيل تم تسميته، وهو الجيل الذي ولد بين أواخر التسعينات ومقدمة الـ ٢٠٠٠ ، وتتراوح أعمارهم حاليًا بين ١١-٢٦ عامًا، حيث يشكل هذا الجيل ٢٦٪ من الكثافة السكانية حول العالم، حيث يمتلك تأثيرًا هائلًا على صناعات مختلفة من بينها صناعة الغذاء، وهو الجيل الذي يشكل التأثير الأكبر على صناعة الطعام، فهؤلاء الشباب والمراهقون يشكلون النسبة الأكبر من عملاء الفترة الراهنة وكذلك المستقبلية في قطاع صناعة المطاعم وخدمات الأغذية.
ومن خلال التركيز على هذا الجيل سيضمن المطعم فوائد كبيرة طويلة الأجل، فوفقًا لموقع " Influencer Market Hub " يمثل الجيل Z ما يقرب من ٢٠.٧٪ من سكان الولايات المتحدة لعام ٢٠٢٢ مع بعض الإحصاءات التي تُظهر أنهم يشكلون ١٤٣ مليار دولار من القوة الشرائية سنويًا.
لذا يجتهد قادة المطاعم في فهم وإدراك طباع هذا الجيل وطريقة تفكيره واهتماماته لكي ينجحوا في استقطابه بالأسلوب الأفضل والذي يتوافق مع عاداته، فإن المهمة ليست بالبساطة التي قد تبدو عليها، حيث أن هذا الجيل يعتبر الأكثر وعيًا، والأكثر انفتاحًا على العالم، وهو مُتابع جيد لأحدث الصيحات في مختلف المجالات وخاصة الأغذية والمشروبات، كما أنه مقبل على تجربة النكهات المختلفة من المطاعم من كافة البلدان، ومحاكاة ثقافات عديدة، وتجربة المطاعم المتنوعة، لذلك من الصعب إثارة إعجابه على عكس الجيل الذي يسبقه.
ومن هنا بدأت الدراسات والأبحاث في دراسة طرق التعامل مع هذا الجيل، وفهم تفضيلاته وتوجهاته الخاصة، بالإضافة إلى تحديد أساليب التسويق المُثلى لجذب انتباهه، وهي الدراسات التي أسفرت عن الحقائق التالية:
١- الإنترنت أسلوب حياة
إن للإنترنت نصيبًا هائلًا في حياة هذا الجيل، فنظرًا لأن هذا الجيل قد عاصر التطور التكنولوجي منذ طفولته، بل أن من بينهم من شهد الإنترنت منذ نعومة أظافره، فإنهم واعيين تقنيًا ويعتمدون على الهواتف المحمولة ومواقع الانترنت بشكل يومي، ويشاركون معلوماتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فليس من المستغرب أن تقود حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي قراراتهم بشأن الطعام، و المطاعم التي يتعاملون معها.
حيث يعتمد هذا الجيل على الشراء " أونلاين " بشكل كبير، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير على قراراته الشرائية، فإنه بحسب موقع " Influencer Market Hub " كانت نتائج أحد استطلاعات الرأي أن ٨٠٪ من " جيل زد " يشترون منتجات قد ظهرت لهم على صفحاتهم عبر مواقع " السوشيال ميديا ".
٢- التكنولوجيا هي أداة التواصل
ونتيجة لنشأة هذا الجيل مع التكنولوجيا فإنه يتميز بكونه أكثر راحة من الأجيال الأخرى في الاندماج بالتفاعل مع المجال الرقمي، مما يجعله أكثر انفتاحًا لتقبل الأساليب التكنولوجية أثناء التعامل مع المطاعم، فحوالي ٩٩٪ من " الجيل زد " يمتلك هاتف محمول أو لديه صلاحية استخدام أحدهم على الأقل بحسب موقع Earth Web ،وعليه فإن طلب الطعام عبر تطبيقات الهاتف هو أحد الطرق المفضلة لديهم.
حيث تستخدم الغالبية العظمى تطبيقات ومنصات طلب وتوصيل الطعام من طرف ثالث " Food Aggregators"، لذا فإن تواجد المطاعم على تطبيقات الوجبات الجاهزة والتوصيل أمرًا مهمًا للغاية لرواد المطاعم.
وفي تقرير نشره موقع " near " حول دراسة سلوك المستهلكين، ذكر ٤٨٪ أنهم أكثر عرضة لطلب الطعام من المطاعم المُدرجة في تطبيقات الوجبات الجاهزة والتوصيل.
كما شهدت تقنية الطلب الصوتي إقبالًا من هذا الجيل، حيث يتبناها ٦٩٪ منهم ويقدمون على تقديم الطلبات عبر الإنترنت عبر مساعد افتراضي مثل " Alexa أو Siri " وأن ٨٠٪ منهم على استعداد لاستخدام الأجهزة اللوحية لتقديم الطلبات في مطعمهم المفضل.
٣- الاهتمام بالبيئة
وفقًا لموقع " earth web "، يفضل ٥٥٪ من جيل " Gen Zs " الشركات والعلامات التجارية المسؤولة اجتماعيًا والصديقة للبيئة، حيث أن ممارسات الشراء والاستدامة تعد أحد الاهتمامات المركزية لهذا الجيل ، ويقول ٦٨٪ منهم أنهم يدركون تمامًا مسؤوليتهم في العالم ويريدون القيام بدورهم في تغييرها إلى مكان أفضل للأجيال القادمة.
ويؤثر هذا الاهتمام بالبيئة أيضًا في اختياراتهم للإنفاق، حيث يفضل أكثر من نصف جيل زد الشراء من العلامات التجارية المهتمة بقضايا البيئة، ويبحثون عن مطاعم تشترك في نفس قيمهم تجاه البيئة.
٤- التفكير النقدي
يمتلك الجيل زد قوة تأثير كبيرة على آراء العملاء حول المطاعم ، فهم من أكثر الأجيال تعدداً ثقافياً ويمتلكون خبرة واسعة في السفر وتذوق الأغذية، كما يعتبر الجيل الأكثر وعيًا بالأحداث الجارية، والأكثر تنوعًا وتقبلًا لتجربة نكهات وأطعمة مختلفة، كما أصبح لديه تفكيرًا نقديًا على كافة الخدمات التي يتعرض إليها في يومه لاسيما المطاعم التي يزورها.
ويرجع ذلك لتعرضهم المستمر للمأكولات والثقافات المختلفة عبر الإنترنت، لذلك يكونون منفتحين على استكشاف الوصفات الجديدة، وعلاوة على ذلك، قد نشؤوا مع برامج تلفزيونية عن الطهي الاحترافي، ومقاطع فيديوهات الطهي القصيرة على " Instagram و YouTube " فأصبح لديهم حس نقدي مرتفع، فهُم يمتلكون آراء قوية تجاه الأماكن التي يتناولون فيها الطعام ، ولديهم قدرة على تقييم تجربتهم بالرغم من صغر سن بعضهم.
وعلاوة على ذلك، فإن الجيل زد يميلون إلى مشاركة تجاربهم تلك بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي أو تطبيقات المراجعة والتقييم، مما يزيد من انتشار تقييماتهم ويصبح لها دوراً حاسماً في جذب الزبائن وتحسين جودة الأغذية وخدمات الضيافة التي تقدمها المطاعم .
ويُذكر أن هناك دراسات عديدة حول تأثير تقييمات الجيل زد على الأعمال التجارية وخاصة فيما يتعلق بالمطاعم والأماكن الترفيهية، فقد تبينت دراسة نُشرت في مجلة " Harvard Business Review " أن الجيل زد يميلون إلى الاعتماد على تقييمات المستخدمين الآخرين عند اتخاذ قرارات الشراء، وخاصة فيما يتعلق بالمنتجات والخدمات التي لم يسبق لهم تجربتها من قبل، لذا تأخذ الأعمال التجارية هذا الأمر بعين الاعتبار عند وضع استراتيجيات التسويق والترويج.
٥- الانستجرام هو الأفضل
أثبت تطبيق Instagram أنه أحد التطبيقات المفضلة للجيل Z ، حيث وجدوا به متعة استكشاف مطاعم وأماكن خروج جديدة، وتوثيق صور طعامهم بأسلوب رقمي ومشاركتها مع رفاقهم، بل وتحديد المكان الذي قد يأكلون فيه مستقبلًا، وقد نشر موقع " Tempa Maid Foods " أن ٧٥٪ من مستخدمي منصة انستجرام هم شباب من " جيل زد "، وتكشف إحصاءات أخرى عن زيارة ٥٣٪ منهم للتطبيق عدة مرات في اليوم.
لذلك يرى المتخصصون أن على شركات المطاعم التي تهدف لجذب هذا السوق المتنامي التواجد على تلك المنصة والتطبيقات الأخرى التي يتابعها هذا الجيل مثل " Tik Tok "، حيث يُرى أنه أمر حتمي في هذا العصر، لا سيما التركيز على جعل الطعام قابلاً للتصوير والنشر على الانستجرام أو كما يطلقون عليه " Instagrammable Restaurant ".
خاصة وأنه وفقًا لتقرير" CBRE Food In Demand: Consumers Predict " فإن الأشخاص يتذكرون المعلومات - مثل اسم المطعم أو موقعه أو وصف القائمة - لفترة أطول عند تقديمه بنص وصور ذات صلة، وأنه يمكن للأشخاص الاحتفاظ بما يصل إلى ٦٥٪ من المعلومات المقدمة بعد ثلاثة أيام، مقارنة بـ ١٠٪ فقط عند قراءة أو الاستماع إلى نسخة صوتية من نفس المعلومات.
تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة