كيف يحترف الشيف فنون الطهي ؟

آي هوريكا تقدم نصائح وتوصيات للتميز في مجال تقديم الأغذية وخدمات الضيافة
4 كانون الأول 2022 بواسطة
كيف يحترف الشيف فنون الطهي ؟
iHoreca Blog Team

يتطلب احتراف فنون الطهي في مطابخ المطاعم والفنادق ، وقيام الشيف بأداء مهام وظيفية سليمة بمهارات وخبرات مميزة ومتنامية، اتباع مجموعة أساسية من المبادئ والأسس في عالم الطهي وقطاع المطابخ التجارية، تقدمها لكم آي هوريكا كالتالي:

١-      التعلم والسعي والممارسة

قبل كل شيء، علينا جميعًا إدراك أهمية المعرفة العلمية والتجربة العملية في مجال المطاعم والفنادق وتقديم الأغذية وخدمات الضيافة ، فالعلم وقود الرحلة، بينما الممارسة ترسم وتشكل هذه الرحلة للشيف وصولًا لأعلى درجات الاحتراف والتميز.

والحديث هنا يشمل كافة أشكال التعلم المختلفة، سواء الذاتية التي يمكنك تحقيقها عبر القراءة والاطلاع والمشاركة في دورات وجلسات الطهي التعليمية، أو التعليم عبر المدارس والمعاهد والكليات الخاصة بمجال فنون الطهي ، وفي جميع الحالات يحصد الشيف المبتدئ أساسيات وقواعد المهنة التي تساعده على بدء هذه الرحلة بكفاءة ومهارة، على أن تكون مصادر المعلومات موثقة أو معتمدة وسليمة علميًا.

اكتساب العلم والمعرفة والخبرة المهنية

وبالحديث عن أهمية الممارسة، فهي السر خلف ثقل المعرفة العلمية بشكل مثالي، وتصويب وتوجيه ما تمتلكه من ثروات معرفية بدقة نحو هدف محدد، فلا يمكنك أبدًا الاستغناء عن أهمية التواجد في السوق التجاري المعني بمجال هذه المهنة، أو العمل داخل المطبخ في أحد المطاعم والفنادق إذا أردت الوصول إلى أعلى درجات الاحترافية في اعتناق فنون الطهي، وذلك باختلاف أنواع المطابخ ومجال مجال الطهي وتقديم الأغذية وخدمات الضيافة،

ولكن، وبرغم ذلك، تظل الحاجة إلى عامل هام يربط بين العلم والممارسة، وهو " السعي "، فعليك دائمًا البحث بين الخيارات المختلفة، وتذوقها، وإدراك أفضلها وأهميتها لرحلتك، وكذلك المقارنة فيما بينها، وعدم الخوف من المحاولة والخطأ، والحرص على التحليل والتقييم المستمرين، والتطوير والتعديل في قرارتك وفقًا لها، وذلك في سبيل تحقيق الغاية الأساسية.

٢-      التقيد بأخلاقيات وتشريعات المهنة

عندما نتحدث عن فنون الطهي ، وتقديم - أو توصيل - الوصفات والأطباق للزبائن والعملاء، فنحن نشير إلى حقيقة وجود إطار خُلقي وتشريعي يحكم هذا الفن بما يتخلله من مشاعر وجوانب ابتكارية، قد نسمع كثيرًا عن عدم وضع الحدود الفكرية أو تحديد سقف للرغبات الطهوية، وهو أمر صحيح في حقيقة الأمر، ولكننا نشير هنا إلى الأطر التي تجعل هذا الفن، وما ينتج عنه من خدمات ومنتجات ومنافع تجارية، أكثر منفعة وإيجابية في المجتمع، وأكثر تعبيرًا وتجسيدًا لروح فن الطهي ومعانيه المتنوعة.

وتعني الأخلاقيات في مهنة الطهي السلوكيات والصفات والسمات التي يجب أن يتحلى بيها الشيف أو الطاهي المبتدئ أو الهاوي الذي يرغب في احتراف الطهي أثناء العمل وخلال تمثيله للقب الشيف في أي موقع، والتي تنعكس بقوة على ما تنتج يداه من أغذية ومشروبات، ويتمكن المتذوق من استشعارها أثناء تعرضه للخدمة المقدمة، أما التشريعات، فهي تعبر عن القوانين والأسس الرئيسية التي يجب التقيد بها والانحياز لها أثناء أداء المهنة تبعًا لعلامة تجارية محددة ووفقًا لتوجيهات المؤسسات والجمعيات والهيئات المقررة والواضعة لهذا القوانين.

اتباع أخلاقيات وتشريعات المهنة

٣-      الاهتمام بالنتيجة والصورة الذهنية

" ما ينتج عنك هو تجسيد لك "، ففي النهاية سيتم طباعة وتسجيل اسمك بجانب الطبق أو الوصفة والمشروب الذي تقدمه للضيوف، سواء بشكل فردي أو جماعي مع بقية زملائك من الطهاة في المطبخ، وهو سيرتك الذاتية أمام المجتمع والمديرين والملاك في المجال، فلا حاجة للدفاع عن مهاراتك وقدراتك إذا تمكنت من تقديم نتائج ملموسة على أرض الواقع، والتي ستخلق رد الفعل المطلوب إذا كانت بالنتيجة المرجوة أو المطلوبة، وذلك بالحديث عن الجودة والمذاق والسعر.

لذلك يجب عليك الاهتمام دائمًا بالنتيجة النهائية الصادرة عنك أو عن مشروعك الغذائي وعلامتك التجارية، وتطويرها وتعديلها وتهيئتها بالشكل المناسب الذي يرضي شغف الطهي بداخلك، ويخدم متطلبات العلامة التجارية، ويشبع احتياجات العملاء والزبائن والمجتمع المحيط بخدماتك المقدمة في نفس الوقت، فلا يتعلق الأمر فقط بتقديم منتج أو طبق بمقابل مادي، لذا يكون تفكيرك محصورًا فقط في حدود بذل الجهد الوظيفي، وليس تطوير الفكر الإبداعي، وهنا يتجلى معنى الاهتمام فيما تسعى لتقديمه، وذلك في سبيل رسم وتصميم صورة ذهنية راقية عن منتجاتك وخدماتك، وهو رصيد الحب وقوة الإقبال اللذان ستتمكن من حصدهما عبر أعوام العمل والاهتمام، ولا تقلق من فكرة عدم وجود هذه الرغبة في الاهتمام بما تنتجه كشيف محترف من أغذية وخدمات للمجتمع، فبقدر ما يتواجد شغف الطهي بداخلك ستتمكن من تقديم أرقى صورة ذهنية ممكنة في السوق التجاري المعني بمجال هذه الصناعة.

الاهتمام بالنتيجة النهائية والصورة المثالية

٤-      الصبر والإدراك والاحترام

وبما أننا نتحدث عن الأعوام والفترات الزمنية الطويلة نسبيًا التي سيتطلبها الأمر لبناء سمعتك الحسنة في مجتمع الطهي واكتساب سمات وخصائص المحترفين اللازمة، يدعونا الأمر للحديث عن معايير هامة يجب أن يتحلى بها الشيف، وأولها الصبر، فبناء الثقة أو احتراف جوانب هذا الفن بما يتخلله من ممارسات مهنية يتطلب بعض الوقت، والقوة والقدرة على تجاوز الصعاب والمشاق التي ستقابلها، وهي أمور تستلزم القليل من الصبر واليقين من امتلاك الشيف للموهبة والشغف المطلوبين لاستكمال الرحلة حتى نهايتها.

ثانيًا، الإدراك والتفهم، فمع الصبر يتطلب الأمر وجود الإدراك الكامل لهذا الفن بأطيافه وأذواقه وأقسامه ومطابخه المختلفة، مع التفهم لسمات وخصائص أفراده ومعداته وأدواته ومكوناته ووصفاته، فاحتراف الطهي يتطلب المعرفة والإدراك الكافي بعلوم وفنون المطبخ في المطاعم والفنادق ، أما التفهم فيخدم القدرة على الخلط بشكل مثالي وبسلاسة كبيرة بين الفنون والأذواق والأساليب الطهوية المختلفة في سبيل الوصول إلى أعلى جودة ممكنة في الأغذية وخدمات الضيافة المقدمة.

وأخيرًا الاحترام المتكون في نفس الطاهي اتجاه كافة المذاهب والأطياف والمدارس والأساليب ومكونات الطعام والوصفات المختلفة، حتى وإن لم يكن يفضلها أو يتفهم توظيفها ونتائجها، إلا أن عليه احترامها والسعي خلف تفهمها بصبر، فالاحتراف لا يتعلق فقط بالوصول إلى درجات معرفية ومهنية مرتفعة، بل يتعدى ذلك إلى حدود قدرة التوظيف والخلط والاستخدام في مختلف الظروف والأوقات، دون التقليل من جودة التقديم أو المذاق المميزة.

٥-      البحث عن الشخصية والهوية

أو ما يطلق عليه البعض مصطلح البصمة، وهي قدرة مذاق الوصفة أو شكل الخدمة الغذائية المقدمة على التعبير عنك أو التعريف باسمك دون الحاجة لإظهار شعارك أو علامتك التجارية الخاصة، وهي تتكون باكتمال المعرفة والشعور في ذات الشيف بما يتميز في تصميمه وتقديمه، وإدراكه لأهم والمعايير والأساليب والأدوات التي تخدم هذا التقديم وكيفية استخدامها وتوظيفها بشكل محدد يساهم في تجسيد معانيه الفنية والتعبير بمثالية عن أفكاره ومهاراته ومعارفه الطهوية.

والبصمة الخاصة بالشيف تتطلب في البداية البحث عن الشخصية والهوية المميزة في مجال الطهي وتقديم خدمات الضيافة في المطاعم والفنادق ، وهو خليط بين الاختلاف والتميز في سمات الشخصية، والقدرة على التجدد، وتقديم المنفعة المجتمعية، والارتقاء بمستوى التوقعات في الجودة والمذاق، مع الحفاظ على الثبات والاستمرارية، وذلك حتى تتكون الصورة الذهنية المطلوبة وينشأ التعريف اللازم بأطباقك وخدماتك في عقول المتذوقين والعملاء والمجتمع المحيط بمشروعك الغذائي أو مطعمك، وحينها فقط ستتمكن من إيجاد بصمتك الخاصة في مجال الطهي .

امتلاك اللمسة الخاصة في إعداد وتقديم وصفات الطعام القياسية

٦-      تقدير المسؤولية الاجتماعية

فاحتراف الطهي لا يعني فقط التمكن من الأدوات والمعدات والأساليب الطهوية المختلفة، أو القدرة على تقديم خدمات غذاء بجودة فائقة ومثالية في السوق التنافسي، بل يرتبط أيضًا بالقدرة على تقديم ونقل العلم والمعرفة والنصيحة والتوصية لشباب الطهاة والساعين خلف المعلومة حول الطاهي المحترف، وينطلق هذا المبدأ من عمق معنى الاحتراف، وهو استمرار السعي والتعلم والإبداع.

حيث أن بحور العلوم والمعارف والفنون الطهوية لا تنتهي، ولا يمكن حصرها بسهولة، ودائمًا في تطور وتغير على مدار العصور، ويصبح من الخطأ تصور قدرة الطاهي على حصر وشمل هذه العلوم بالمعرفة، حتى وإن تمكن من التخصص في إحدى المجالات، حيث يظل معيار التجدد قائمًا بتطور التكنولوجيات، واحتياجات ورغبات التذوق للزبائن والعملاء.

ما هي المطابخ السحابية ؟

مقال خاص من آي هوريكا يوضح مفهوم المطابخ السحابية وأنواعها الرئيسية وأسس وعوامل تكوينها وأهم نماذجها التصميمية وأسباب التوجه إليها والاعتماد عليها

اقرأ المقال التفصيلي من هنا

ولاياتي هذا الأمر بمفرده، بل يتزامن معه المبدأ الخاص بتعلق الاحتراف بفكر المشاركة في التطوير، لما يعوده على المحترف بالفائدة في الارتقاء باسمه وسمعته الطيبة وعلامته التجارية في مجتمع الطهي ، وخاصة إذا ما كان يتميز هذا المجتمع بالصغر وسرعة تداول المعلومات خلاله، وهذا إذا ما كانت يبحث الشيف المحترف عن الترويج وإيجاد البصمة والهوية الخاصة.

ويجد فئة أخرى من الطهاة أن أهمية المشاركة ونقل المعرفة -وضرورة الالتزام بالمسؤولية اتجاه المجتمع – تكمن في الشعور بالانتماء للمحلية الطهوية، أو المطبخ المحلي، فعندما يمتلك الشيف خبرة كبيرة في مجال طهوي محدد، ويتمكن من نقل وتقديم هذه المعرفة والمعلومة لمن يحيط به من طهاة، سيتمكن في النهاية من الارتقاء بمستوى فن الطهي الموجود في محيط مجتمع، بما يساهم في النهاية من التطوير من قدرة الطهاة في المنافسة على الكؤوس والمراكز الإقليمية والمحلية والسمو بالمطبخ الخاص بين باقي المطابخ العالمية، فبدلًا من المحاول بشكل منفرد – كمحترف – تصبح المحاولة جماعية وأكثر تأثيرًا.

تعليم الطهاة الشباب ونقل الخبرات

٧-      الاطلاع والتجدد

وفي النهاية، وكما أشرنا خلال السطور السابقة، يتعلق احتراف الشيف بالقدرة على التطور والتجدد بمرور الوقت، ووفقًا لمتطلبات العصر وتنوع احتياجات السوق، وتغير رغبات المتذوقين، ولكن ذلك بالاهتمام بأهمية الثبات على الجودة والمذاق في خدمة الغذاء المقدمة إلى الضيوف، ويمكن تحقيق هذا الأمر من خلال:

   حضور الدورات والندوات والمحاضرات العلمية والجلسات التدريبية.

   المشاركة في المنافسات والعروض الطهوية المتنوعة.

   السفر على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية للاطلاع والتعرف على الثقافات الطهوية المختلفة.

   العودة للتاريخ ودراسة الفنون الطهوية الشعبية وتعلقها بالتقاليد والعادات الخاصة.

   القراءة والدراسة في مجال البحوث العلمية المعنية بالمنتجات والمكونات الغذائية وتأثيراتها.

   التعمق في مجال المؤثرات النفسية و" سيكولوجية " الزبائن والعملاء واحتياجاتهم في المطاعم والفنادق

   التعرف على أحدث وسائل التواصل والدعاية والترويج في المجتمع وكيفية توظيفها بمثالية

   دوام إدراك أحدث الأدوات والمعدات والتكنولوجيات المستخدمة في المطبخ أو الشركات المصنعة والتي تخدم الفكر الطهوي وتقديم خدمات الأغذية والضيافة المثالية.

   السعي خلف امتلاك المهارات اللغوية ومسميات المكونات والأجهزة في المطابخ المختلفة، لما تمتلكه من تأثير شديد على مهارات الشيف وقدراته الشخصية في احتراف فنون الطهي ووصوله للعالمية بمطبخه الخاص.