تتعدد وتتنوع قوائم الطعام المقدمة عبر منشآت الأغذية، منها على سبل المثال الخاصة بالأطعمة النباتية، ومنها تلك الخالية من الجلوتين، أو الملائمة للعائلات والحفلات والمناسبات الخاصة.
حيث تكتسب مثل هذه القوائم سماتها وخواصها المميزة التي تجعلها منفردة بقدرتها على إتمام مهام التشغيل المختلفة وتحقيق الأهداف الموضوعة عبر العلامة التجارية، ولعل واحدة أبرز هذه القوائم الظاهرة حديثًا هي القوائم المصممة لتوصيل الطلبات إلى الزبائن مباشرةً، أو ما تعرف بالـ " Delivery Menu ".
وبرغم أن خدمة توصيل الطعام واحدة من أشهر وأهم الخدمات التي توفرها العديد من منشآت الأغذية منذ سنوات، أو كما يمكننا القول إنها إحدى أكثر الخدمات شيوعًا في العالم الحديث في مختلف المجالات التجارية، إلا أنها اكتسبت في الآونة الأخيرة المزيد من الإقبال والاهتمام والتوظيف من قبل رواد مال صناعة الأغذية والمشروبات وتقديم خدمات الضيافة والسلع التجارية بسبب تفشي فيروس كورونا " COVID-19 " حول العالم فيما يعرف بـ "مواكبة التحول السلوكي المصاحب للوباء"؛ مما أدى إلى تطبيق قرارات الحظر وغلق العديد من العلامات التجارية الشهيرة لمنشآتها.
وفي محاولة لمجابهة هذا التحدي والحفاظ على بقاء واستقرار العلامة التجارية في مجال هذه الصناعة أصبح الاعتماد على توصيل الوجبات والمنتجات الخاصة بالمأكولات والمشروبات أحد أهم معالم التفوق ومعايير التميز في ازدهار الأعمال التجارية الخاصة بالمنشأة، وهو ما تتطلب من المسوقين والمروجين والملاك وحتى رواد هذه الصناعة تصويب الاهتمام نحو هذا الأسلوب لتقديمه بكل احترافي وخدمة عملاء العلامة التجارية بمثالية حتى أثناء تواجدهم في المنازل أو مواقع العمل الخاصة بهم.
ويتزامن هذا مع التوجه المتزايد من المستهلكين نحو الاعتماد على هذه الخدمة كوسيلة آمنة تمنعهم من التواجد في مساحات التذوق أو الاجتماع والاختلاط بالناس في هذه المنشآت من ناحية، كما أنها من ناحية أخرى تتفق مع مفهوم الأمن الغذائي الشائع في الفترة الراهنة مع تفشي الفيروس إذا ما تم اتخاذ أهم التدابير الاحترازية والممارسات الصحية المعنية بالتوصيل المثالي للمأكولات والمشروبات والتي يمكنك التعرف عليها من خلال مقالنا: " ٣ محاور تحدد ممارسات الهايجين لموظفي توصيل وتسليم الأغذية "
ويتزامن هذا مع ما تؤكده نتائج إحدى الإحصائيات، حيث تفيد بأن ٨٦ % من المستهلكين يستخدمون خدمات التوصيل أو تسليم المنتجات خارج المطاعم شهريًا على الأقل، مما يدل على أن خدمات التوصيل هي عنصر أساسي في سوق التنافسي الحديث للعلامات التجارية المعنية بمجال هذه الصناعة في الواقع العالمي الحديث.
كما يرجع هذه الظهور والتميز الواضح لخدمات التوصيل أيضًا إلى التقنيات التكنولوجية الحديثة، وبالتحديد تلك المتعلقة بجوانب التقدم في أساليب النقل والتوزيع وتطور تكنولوجيا الاتصالات بما في ذلك تطبيقات الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت وأنظمة نقاط البيع التي تستخدم عادة في المطاعم في جميع أنحاء العالم.
ومع تضاعف الاهتمام بخدمات توصيل الأغذية، ازداد تصويب التركيز نحو إيجاد وجبات ومشروبات وعروض متميزة تتناسب مع خصائص الواقع الجديد المعنية بتدني القوة الشرائية للأفراد وتناقص الأرباح الاقتصادية للمؤسسات التجارية في هذا المجال تزامنًا مع ضعف الإقبال عليها، ولكن في نفس الوقت الحفاظ على ما تحمله هذه الأغذية من لذة وتشويق وجاذبية، وهو ما تم تقديمه عبر قائمة خاصة تعرف بـ " قوائم الطعام الخاصة بتوصيل الطلبات ".
وهي القوائم التي كانت في السابق تتشابه كثيرًا مع تلك القوائم الخاصة بضيافة الزبائن والمقبلين على المطاعم والفنادق، ولكن ببعض الاختلافات المتعلقة بأسلوب التغليف والتوصيل ودرجات حرارة الطهي، ولكن مع تطور الأحداث العالمية والاقتصادية المذكورة عبر السطور السابقة أصبحت تمتلك هذه القوائم منظومة جديدة من الخصائص والسمات المميزة، والتي يتطلب التطرق إلى ذكرها الاهتمام أولاً بالحديث عن مجموعة من المحاور الهامة.
أولًا: العوامل التي يجب مراعاتها عند توصيل الطعام
قبل إنشاء قائمة التوصيل المنزلي هناك بعض العوامل التي يجب أن تأخذها في الاعتبار لإجراء عملية تسليم سلسة وناجحة، فيرغب الزبائن في الحصول على طعامهم بأفضل جودة ممكنة لذلك إليك بعض النصائح التي يجب اتباعها لتقديم الطعام بشكل مثالي:
١. معرفة الإطار الزمني لكل عملية
يتطلب إطلاق نظام توصيل ناجح في مطعمك أن يكون لديك فهم أفضل لعملياتك والوقت الذي تستغرقه كل منها، فتحتاج إلى معرفة الوقت الذي يستغرقه إعداد كل طلب وتسليمه وفهم الإطار الزمني الذي تحتاجه تمامًا للتأكد من إمكانية تقديم وجبة عالية الجودة تمثل مطعمك بشكل جيد.
وعادة ما يضع الزبائن أولوية سرعة التوصيل والتسليم عند الطلب، ومع ذلك لضمان أفضل جودة إلى جانب هذا المطلب عليك التفكير في العوامل التالية التي تتعلق بالتوقيت:
• وقت التحضير ودرجات الحرارة: فعند تناول الطعام في أحد المطاعم عادة ما يضطر الزبائن إلى الانتظار حتى يتم إعداد الطعام في المطبخ ثم تقديمه لهم، وتتطلب خدمة التوصيل كذلك وقتًا إضافيًا للتسليم، لذلك من الأفضل التأكد من أن العناصر المضافة إلى قائمة الطعام لا تتطلب وقتًا طويلًا في عمليات التحضير.
ويتعلق وقت التحضير بشدة بدرجات الحرارة المستخدمة والتي يتطلب أن تكون محددة بدقة مع العامل الزمني للحفاظ على تقديم منتجات وأطباق محددة بقوام مناسب يتفق مع طلب العملاء، مثل أطباق اللحوم على سبيل إذا تم طلبها بدرجة تسوية محددة، يجب ضمان درجات الحرارة ووقت التوصيل بإدراك تأثير العوامل الجوية للحفاظ على وصول المنتج النهائي بدرجة التسوية المطلوبة، وهو ما سيأثر بالتبعية على قرار تضمين بعض العناصر والمكونات الغذائية والوجبات عبر هذا النوع من قوائم الطعام لما قد تشكله من خطر على مدى جودة ومثالية الطبق المقدم إلى الزبائن خارج حدود المنشأة بسبب تغير تركيبها ومذاقها سريعًا بعد البقاء فترة بعد الانتهاء من عملية الطهي.
• تحديد نطاق التسليم: من المهم أن تتعرف على معالم وأبعاد نطاق التوصيل الخاص بك، والذي يغطي مسافة مناسبة لتسليم الطعام في أسرع وقت ممكن وبأفضل جودة، فبناء على وقت التحضير، سيسمح لك ذلك بتقديم تجربة جيدة للزبائن.
• مندوبو التسليم: من المهم أن يكون لديك ما يكفي من مندوبي التسليم لضمان تلبية طلبات التوصيل المتضاعفة وخاصة في الفترة الراهنة، فيمكنك إما الاستعانة بموظفي توصيل تابعين لعلامتك التجارية، أو اختيار توظيف خدمة توصيل من جهة خارجية -طرف ثالث- أو ما يعرف بالـ " Third-Party delivery service ".
٢. اتباع التغليف المناسب
على الرغم من أن تصميم وتقديم الأطباق لن يكون بنفس شكل تقديمه في المطعم، إلا أنه من المهم استخدام خامات ومواد وأساليب التعبأة المناسبة لغرض التوصيل وتحقيق رؤية وهوية مميزة ومعبرة عن أهداف العلامة التجارية، كما يتطلب التأكد من أن موظفي المطبخ على وعي كامل بكيفية تعبئة الوجبة بشكل صحيح حتى تصل الأطباق بأمان إلى الزبائن، لذا لإيجاد جوانب المثالية في هذا الجانب، وإليك بعض النصائح لتعبئة وجبات الطعام وتقديمها بشكل صحيح وناجح:
• اختيار عبوة التعبئة ذات الحجم الملائم: ستحتاج كل وجبة إلى عبوة ذات حجم مختلف حيث من المهم أن تبدو أنيقة بعد النقل، فإذا كانت العبوة كبيرة جدًا أو صغيرة جدًا بالنسبة للطبق، فسيحصل العميل على الطعام في حالة من الفوضى حيث سيؤدي الأول إلى تحرك الطعام كثيرًا مما يؤدي إلى خلط المكونات المختلفة وتلف مظهره أو إذا كان صغيرًا جدًا فسيؤدي إلى اختلاط مكونات الطبق وظهوره بشكل سيئ، فتأكد من أن لديك علب مختلفة الحجم تناسب كل طبق تريد تقديمه.
• قم بتعبئة الصلصات والتوابل بشكل منفصل: إذا كان طبقك يحتوي على أي صلصات أو بهارات مصاحبة له فيجب تغليفها بشكل منفصل لمنع انسكابها اثناء التوصيل، فيمكن تجميع العناصر عند وصولها إلى الزبائن.
• استخدم العبوات جيدة العزل: من المهم استخدام العبوة التي تساعد الأطعمة على الاحتفاظ بالرطوبة ودرجة الحرارة المثالية، فيمكن أن تؤدي الأطعمة الساخنة التي لا يتم تعبئتها بشكل صحيح إلى التكثيف في عبواتها مما يجعل الوجبات مشبعة بالمياه، فيمكنك منع ذلك عن طريق استخدام أكياس الطعام الساخنة لعناصر مثل السندويشات الساخنة وتعبئتها بعيدًا عن العناصر الباردة مثل المشروبات لمنعها من إضافة أي رطوبة إضافية، فتأكد أيضًا من استخدام أكياس الطعام المعزولة أثناء نقل طلباتك لمساعدتهم في الحفاظ على درجة الحرارة المناسبة.
٣. الاهتمام بالمظهر النهائي
حيث يعد المظهر النهائي الناتج عن طلبات التوصيل أحد أهم العوامل المؤثرة على مدى فعالية هذه الخدمة وقدرة المنشأة -أو العلامة التجارية – على الحفاظ على استمرارها بنجاح، فإلى جانب جودة المذاق وفعالية السلعة التجارية التي يتم توصيلها، وأهمية ما تحمله من قيمة غذائية أو مادية أو معنوية للمستهلكين والعملاء، كذلك يعد المشهد والصورة المقدمة إليهم جانب أساسي لتعزيز شدة علاقة الارتباط بين العميل والعلامة التجارية.
ويمكن التعبير عن معايير الصورة النهائي المتميزة لمنتج/ سلعة خدمة التوصيل عن طريق اتباع مجموعة من الخطوات الأساسية:
• الاهتمام بجوانب التوضيح والتعريف الدقيق لكافة عناصر ومكونات المنتجات التي يتم توصيلها عن طريق الملصقات التعريفية، وخاصة إذا كانت تتضمن اتباع خطوات وتعاليم محددة لاستكمال طهي المنتجات – المطهوة بشكل جزئي- على سبيل المثال، أو تتضمن أكثر من وجبة ومنتج وتتطلب التوضيح لمعرفة نوعية كل منها.
• كما أن مظهر وتصميم العبوات أولوية أيضًا فيجب على المطاعم والفنادق التركيز على الألوان المستخدمة عند تغليف كل عنصر غذائي، فعلى سبيل المثال، بالنسبة للحلويات، فإن استخدام العبوات والملصقات التعريفية ذات الألوان الزاهية يمكن أن يشير إلى نكهات مميزة بينما يمكن للألوان الحمراء أن تحفز شهية الزبائن في حالة الوجبات السريعة، في حين أن الألوان الباردة من الأزرق قد تتناسب مع المشروبات الباردة، والأخضر يتلاءم مع توجهات الأغذية الصحية.
• وواحدة من أهما الجزئيات الواجب اتباعها أيضًا أثناء التغليف طباعة معلومات المطعم أو المنشأة أو العلامة التجارية وحساباتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي وموقعها الإلكتروني وبيانات التواصل على الورق والعبوات المستخدمة في التغليف
ولكن كيف ستؤثر جاذبية مظهر طلب التوصيل في تصميم قائمة الطعام المخصصة لهذه الخدمة؟
يعد المظهر الجذاب للخدمة المقدمة عبر توصيل الطلبات أحد أهم العوامل هادفة لتحسين تجربة تذوق الطعام في المنزل من خلال توجيه المتذوقين نحو رغبة اتخاذ الصور للوجبات والمنتجات ومشاركتها عبر موقع التواصل الاجتماعي مرفقةً بذكر اسم العلامة التجارية، وذلك انطلاقًا من قدرة خدمة التوصيل على التأثير في الرؤية البصرية والدوافع العاطفية لهم، وتوجيههم نحو رغبة إيجاد انتماء كافي وعلاقات طويلة الأمد معهم.
وهو ما تحتاجه قائمة الطعام لتزداد شهرتها ومكانتها في السوق التنافسي ويتضاعف الإقبال عليها، إذًا فهي لا تتعلق فقط بإيجاد القيمة الغذائية للمنتج، بل بإيجاد الشكل الكافي لتقدير واحترام هذه الخدمة ورسم صورة ذهنية إيجابية عنها، وبالتالي ستبحث -أثناء تصميم وجبات قائمتك الخاصة بالتوصيل- عن المكونات وأساليب وفنون الطهي الأمثل لإعداد وتقديم أطباق مبتكرة جذابة ومبهرة، والتي ستعمل على صنع التأثير الإغرائي المطلوب بمساعدة التغليف المثالي.
ثانيًا: إنشاء قائمة توصيل مثالية
لبناء قائمة طعام لتوصيل طلبات منشآت الأغذية تكون مثالية وناجحة قد تحتاج إلى اتباع مجموعة من المتطلبات والتوصيات لجعل القائمة سلسة وسهلة الاستخدام، وهي:
١. توظيف شبكة الإنترنت وتطبيقات الهاتف
يبدأ معظم الزبائن المهتمين بطلب الطعام في الوقت الحاضر بالبحث عن أفضل الخيارات عبر الإنترنت أو تطبيقات الهاتف المختلفة، وخاصة بعد تفشي فيروس كورونا وظهور تبعاتها وتأثيراته القوية على كافة المجالات التجارية حول العالم، وهناك ثلاث متطلبات أساسية عادةً ما يبحث عنها الزبائن عنها عند الشعور بالرغبة نحو التوجه إلى علامتك التجارية وطلب خدمة توصيل الطلبات، وهي تتلخص فيما يلي:
• إذا كانت قائمتك متاحة للعرض على شبكة الإنترنت أو عبر تطبيق محدد للهواتف الذكية
• إذا كان بإمكانهم الطلب مباشرةً عبر الإنترنت - وقد يرغب البعض أيضًا في الدفع عبر الإنترنت-
• إذا كان هناك أي ردود فعل أو تعليقات تم تقديمها عن خدمات التوصيل الخاصة بك
وقد تكون هناك متطلبات أخرى تعتمد على التوجهات الشخصية لبعض العملاء، ولكن بشكل عام عليك الاهتمام بتضمين الجزئيات السابقة في خطتك لتدشين خدمة توصيل الطلبات.
٢. حذف عناصر من قائمة الطعام الرئيسية
لا يمكن أن تكون جميع الأطباق قابلة للتوصيل خارج المطعم، فحتى إذا كان الطبق أحد أكثر الخيارات مبيعًا في المطعم وإقبالًا من الضيوف، إلا أنك في حاجة لإزالته من قائمة التوصيل لعدم ملاءمته للجودة المطلوبة بعد التوصيل أو عدم القدرة على تقديمه بالشكل المرغوب من قبل العلامة التجارية كما يحدث أثناء عملية الضيافة داخل المنشأة، لذا ستحتاج إلى مراعاة العديد من العوامل لتحديد ما إذا كان الطبق مناسبًا لقائمة التوصيل أم لا، وهي العوامل التي يمكن تجسديها عبر طرح مجموعة من الأسئلة الرئيسية كالتالي:
• كم من الوقت يستغرق الطعام داخل العبوة قبل أن تصبح الوجبة باردة؟
• هل يمكن تعبئة الطعام بشكل جيد بحيث لا تصبح مكونات الطبق بمظهر غير شهي؟
• هل يمكنك استبدال بعض المكونات التي تفقد قوامها بمكونات أخرى؟
• هل يمكن للطاهي التعامل مع إعداد طلبات توصيل إضافية بطريقة متسقة وسريعة؟
• هل من المنطقي من الناحية المالية تقديم هذا الطبق بالقائمة؟
• كم يستغرق وقت إعداد هذا الطبق؟
٣. اجعل قائمة الطعام قصيرة وسهلة الفهم
إبقاء قائمة الطعام قصيرة وبسيطة هي الطريقة المثالية لقائمة توصيل أغذية ناجحة، فعادة تحتوي قوائم التوصيل الناجحة من ١٥ إلى ٢٠ عنصرًا للطلب، فمن المهم تقديم قائمة طعام مناسبة للزبائن، ومن الأفضل أيضًا تقديم قائمتك في هيئة أقسام محددة مثل المقبلات والأطباق الرئيسية والحلويات والأطباق الجانبية والمشروبات، فبهذه الطريقة يمكن للزبائن الذين يتصفحون قائمتك طلب خياراتهم بسرعة، وبالنسبة إلى القوائم عبر الإنترنت يمكنك أيضًا إضافة الأطباق والتوصيات الأكثر مبيعًا والعروض الخاصة في أعلى صفحة للقائمة حتى يتمكن العملاء من طلبها على الفور.
٤. الشكل الجيد والجذاب
من المؤكد أن التركيز على العوامل التي تساعدك على سرعة توصيل الطلبات بمثالية مهم، ولكن جعل القائمة الخاصة بك قابلة للتقديم وجذابة للزبائن هو أيضًا جزء أساسي لإنجاح العملية، فعادةً ما يكون العملاء عند احساسهم بالجوع حساسين للغاية اتجاه شكل وصورة الطبق المقدمة، وهذا هو السبب في أن التقاط صور جذابة يفيد قائمة الطعام، فكلما كان المظهر أفضل كلما تم طلبه أكثر؛ ويمكنك توظيف مصور فوتوغرافي محترف لهذه الوظيفة أو ببساطة التقاط صورك الخاصة فقط تأكد من القيام بذلك بطريقة محترفة، ويمكنك الاطلاع على مقالنا: " ١٠ نصائح عليك اتباعها أثناء التقاط الصور لأطباق ومشروبات مطعمك " كدليل يساعدك على التصوير باحترافية.
كما يجب الحرص على إرفاق الصور بأوصاف واضحة وموجزة شارحة لمكونات الوجبة والوصفة المتبعة في إعدادها وتقديمها بدقة، فهذا هو المكان الذي يمكنك فيه أن تكون مبدعًا وتميز نفسك عن منافسيك؛ حيث تعطي أطباقك أسماء أو أوصاف خاصة في محاولة لإيجاد مجالات التفرد والتألق لعلامتك التجارية.
٥. التحديث المستمر
عند الطلب عبر الإنترنت أكثر شيء مخيب للآمال يمكن أن يواجه الزبائن هو ألا يجد الطلب الذي يريده عند طلب قسم التوصيل، ويمكن أن يؤدي هذا إلى وقف الطلب، فلمنع حدوث هذه المشكلة تأكد من أن أحد الموظفين يراقب دائمًا مدى توافر العناصر التي يحتويها قائمة الطعام، فحذف العنصر من قائمتك أو ذكر عدم توفرها في الوقت الراهن أفضل من مواجهة الزبائن غير السعداء بدقة محتوى قوائم الطعام المنشورة.
ومن الجيد أيضًا مراجعة تعليقات الزبائن والمبيعات دائمًا وتغيير عناصر القائمة أو تعديلها وفقًا لذلك، ويمكنك أيضًا اختبار عناصر القائمة الجديدة بانتظام لجذب زبائن جدد والحفاظ على اهتمام الزبائن المخلصين.
كما أنه من الضروري مراقبة مخزونك بدقة، فإذا تم توصيل طبق ما يجب تحديث القائمة الخاصة بك على الإنترنت أو تلك الموجودة على منصات التسليم التابعة لوجهات خارجية وفقًا لذلك وفي أقرب وقت ممكن؛ ويمكن أن يوفر لك الاستثمار في برامج إدارة التسليم الكثير من الوقت والجهد، فمن خلال ربط خدمات التسليم بنظام الـ " POS" الخاص بك، يمكنك ميكنة التسليم إلى حد كبير، بما في ذلك إدارة المخزون.
ثالثًا: فوائد نشر القائمة الخاصة بك على الإنترنت
سواء كان ذلك من خلال موقع الويب الخاص بمطعمك أو مزود خدمة تسليم خارجي، فإن نشر قائمتك عبر الإنترنت مفيد بالتأكيد من نواح عديدة، ففيما يلي بعض الفوائد الناتجة عن توظيف التقنيات التكنولوجية وشبكة الإنترنت في تقديم قوائم الطعام المخصصة للتوصيل:
١. فوائد موقع المطعم
• يسمح لك بتحديث قائمتك في الوقت الصحيح وبشكل فوري.
• يمكنك إبلاغ المستخدمين عبر الإنترنت بأي رسائل مهمة وتحديث معلومات عن المطعم وساعات العمل إذا أغلقت بشكل غير متوقع.
• يمنح الزبائن القدرة على شراء بطاقات الهدايا الإلكترونية أو عناصر ولاء العملاء الأخرى.
٢. فوائد تطبيقات طلب الطعام
• يقلل وقت الانتظار وكمية الزبائن في المطعم نفسه.
• يوفر أوقات انتظار أقصر للزبائن عبر الإنترنت.
• يساعد الموظفين على إعطاء الأولوية لطلبات الطعام.
٣. فوائد طلبات الطعام من أطراف وسيطة (Third-Party delivery service)
• إيرادات توصيل إضافية.
• توفر خدمات التوصيل التابعة لجهات خارجية مما يوفر لك الوقت والقدرة على التدريب والإنفاق على موارد أخرى.
• يجعل طلب المطاعم عبر الإنترنت وتسليمها عملية أكثر سلاسة.
هذه هي بعض الفوائد التي يمكنك الحصول عليها من خلال القائمة عبر الإنترنت، ومع ذلك هناك فائدة كبيرة أخرى تتمثل في الحفاظ على أرباحك وزيادة شعبية مطعمك خاصة في الأيام الحالية حيث أصبحت التجارة الإلكترونية ضرورة للمستهلكين بسبب الإغلاق المطبق جراء تفشي فيروس كورونا، فسيكون الاستفادة من هذا الموقف وتعزيز تواجدك عبر الإنترنت أمرًا بالغ الأهمية لبقاء عملك ناجحًا وبارزًا في السوق التنافسي كما ذكرنا من قبل في مقالنا: " كيف تستخدم المطاعم مواقع التواصل الاجتماعي باحترافية؟ "
رابعًا: الاختلافات بين قوائم الضيافة الأساسية وقوائم التوصيل
ولكن، ما الاختلافات الجوهرية بين قائمة الطعام الرئيسية لمطعم والمتعلقة بتقديم وجبات الأغذية عبر خدمات الضيافة وأجواء التذوق داخل إطار وحدود المنشأة، وبين القائمة المعدة خصيصًا لتوصيل هذه الوجبات إلى عملاء العلامة التجارية مباشرةً؟ يمكننا تقديم هذه الاختلافات وفق المحاور التالية:
١. العناصر
يجب اتباع معايير الاختيار الدقيق للعناصر المدرجة في قائمة التوصيل من القائمة الأصلية وتعديلها أحيانًا لتتناسب مع ظروف رحلة التسليم وتتكيف معها مما يحد من عدد وأنواع العناصر التي يمكن للأشخاص طلبها، فهناك فرق كبير بين قوائم التوصيل وما يقدم في المطعم حيث يتوفر كل شيء، فقد لا تكون خيارات القائمة الأكثر مبيعًا هي نفسها أفضل الخيارات لتوصيل الطلبات، فيمكنك إما تحويل -هذه الخيارات الأكثر مبيعًا- لكي تصبح أكثر قابلية للنقل، أو أن تهتم بصنع نسخة جديدة من الخيارات لإيجاد توصيل مثالي للزبائن، وقد ترغب في جميع الأحوال في تجنب الأغذية المعرضة للذوبان تمامًا، فلا يجب تضمين عناصر مثل الآيس كريم في القائمة ما لم يكن لديك العبوات المعزولة والمخصصة لتوصيل هذا النوع من الخيارات.
٢. الأسعار
تتطلب عناصر التسعير في قائمة التوصيل مراعاة عوامل مختلفة عن تلك التي يجب مراعاتها في القوائم الخاصة بالمنشأة، فما عليك في المطعم سوى تسعير الأطباق وفقًا للمبلغ الذي أنفقته على المكونات وإضافة النسبة المئوية للخدمة والضرائب، ومع ذلك بالنسبة للتوصيل هناك أيضًا رسوم إضافية للتغليف والتوصيل، ومجموعة من العوامل الأخرى، فقد يكون السعر الإجمالي لطلب العميل أكثر تكلفة لأنه يشمل كل هذه العوامل بالإضافة إلى الجهد الذي يبذله المطعم للحفاظ على أفضل جودة للطعام والحرص على اتباع أدق معايير الصحة والسلامة الغذائية.
وإذا كان المطعم يستخدم تطبيق توصيل تابع لجهة خارجية، فقد تكون أسعار الوجبات نفسها أعلى من سعرها في المطعم، فعادةً تفرض شركات التوصيل التابعة لجهات خارجية عمولة تصل إلى ٣٠٪ على طلبات التوصيل واستجابة لذلك تختار بعض المطاعم زيادة الأسعار بنسبة ١٠٪ إلى ١٥٪.
٣. الأمن الغذائي
يعد وجود قائمة توصيل عبر الإنترنت أكثر أمانًا من الطلب أو الشراء في المطعم لأنه يقلل من الاتصال البشري، حيث أدى تفشي فيروس كورونا إلى إغلاق عالمي وتحول في السلوك الشرائي للمستهلكين، حيث بدأ المزيد منهم في تفضيل استخدام الطلبات عبر الإنترنت تعزيزًا لمبدأ التباعد الاجتماعي.
حيث ينتقل فيروس COVID-19 عبر الاتصال بين البشر عندما يكون الناس على اتصال وثيق مع بعضهم البعض، ومن خلال انبعاثات الجهاز التنفسي التي يتم إطلاقها أثناء العطس أو السعال من شخص مصاب، والتي يمكنها أن تصيب وجوه وأجسام الأشخاص القريبين أو المستنشقين للهواء المحيط بالمصاب.
وهنا يسمح طلب توصيل الطعام من خلال الإنترنت أو التطبيقات المحمولة لمعايشة تجربة التذوق دون تلامس تمامًا، فيمكن للمطعم كذلك السماح لزبائنه بدفع مقابل الأغذية والخدمة وحتى إعطاء الـ "بقشيش" عبر الإنترنت حتى لا يكون هناك حاجة إلى ملامسة الأوراق المالية أو مواجهة مندوبي التسليم.
وفي النهاية يجب التنويه نحو حقيقة ارتفاع أهمية توصيل الأغذية والمنتجات والسلع التجارية إلى المتذوقين والعملاء بشكل كبير في الآونة الأخيرة؛ حيث وجد المستهلكون أن الحصول على ما يريدون أصبح أكثر ملاءمة ويسرًا من خلال استخدام الأساليب والتقنيات التكنولوجية الحديثة وشبكة الإنترنت، فيجب أن تحاول مؤسسات الأغذية والمشروبات الاستفادة من هذا الوضع وتحديث خدمات التوصيل الخاصة بها وكذلك التأكد من أن لديها قائمة طعام مناسبة.
كما عليك تذكر أن لكل عميل ذوق مختلف، لذا من الأفضل دائمًا لمنشآت الأغذية محاولة تلبية هذه التفضيلات المختلفة في قائمة الطعام، وبما أن الزبائن قد أصبحوا أكثر قلقًا اتجاه دقة الإجراءات الصحية والتدابير الاحترازية المتخذة عبر هذه المنشآت في إعداد وتقديم المأكولات والمشروبات، سيكون من الجيد للمطاعم والفنادق تعديل قوائم الطعام الخاصة بها وتضمين وجبات صحية تتلاءم مع تطورات الوضع الراهن والتوجه المحلي الشائع نحو المكونات والوصفات المحصنة للجهاز المناعي.
كيف يمكنك إنشاء قائمة طعام مثالية لخدمة توصيل الطلبات؟