لم نسمع مسبقًا عن منشأة تقدم أغذية وخدمات ضيافة مميزة لا تعتمد على احتضان الفعاليات والمناسبات وتدشين الاحتفالات المختلفة، أليس كذلك؟ نعم قد تكون هذه حقيقة، فلا يمكن تجاهل مثل هذه الخطوة الاستراتيجية الهامة للغاية في مجال هذه الصناعة.
فعندما يتطرق الحديث إلى زيادة الإقبال، وتسويق العلامة التجارية، ومضاعفة الأرباح، في خطوة واحدة، لا يسعنا سوى الحديث عن إقامة فعاليات الأحداث والمناسبات في منشأتك، فندقًا كان أو مطعمًا يمتلك مساحة كافية للاحتفال، وتتنوع هذه الاحتفاليات بين إقامة الأفراح، واحتضان المناسبات الدولية والمحلية الخاصة، والمشاركة في الاحتفالات العالمية الشهيرة، أو إقامة المناسبات المجتمعية الخاصة بإحدى الهيئات أو الشركات أو حتى التابعة لأفراد.
"يتعلق الأمر بجعله لا يُنسى، أن يكون حاضرًا وغير مبالغ فيه، ويسلط الضوء على أفضل ما يقدمه مطعمك"، لعل هذه أفضل صياغة لما اتفق عليه الخبراء في اختزال الوصف المعطى للفعاليات والمناسبات المختلفة التي تحتضنها مؤسسات تقديم الأغذية وخدمات الضيافة مثل المطاعم والفنادق، حيث لا يُترك شيء للصدفة، بل إن كل خطوة مدروسة بعناية ودقة، وكل مهمة وضعت لتحقيق غرض ما، وذلك يمنح الضيوف في النهاية ما يتوقون إلى رؤيته ومعايشته، إلى جانب أنه يقدم تجربة مريحة لا تنسى، وتضاعف الأرباح الاقتصادية والمجتمعية التي يمكنك الحصول عليها في البيئة التنافسية.
ولكن ما الأهمية العائدة من احتضان المناسبات والاحتفالات المختلفة في الفنادق والمطاعم، والتي تدفعك كمدير للمنشأة للتفكير فيها كواحدة من أهم الخطوات اللاحقة لمرحلة الإنشاء والتدشين؟
أيًا كانت المناسبة أو الاحتفالية المقامة، فهي تحمل في النهاية منفعة اقتصادية كبيرة تعود بالإيجاب على أرباح منشأتك الخاصة أو التي تقوم بإداراتها؛ حيث أنك توفر تجربة ضيافة مميزة ورائعة بما يتخللها من أجواء تذوق ورفاهية وتفاعل، أي أنك تخلق الفرصة المثالية لإجبار المتعرضين لإعلاناتك الترويجية على التوجه إليك والمشاركة فيما تقدمه من فعاليات متنوعة، أو حتى التوجه إليك لتصميم فعالياتهم الخاصة.
أي أنها تعد واحدة من أهم الخطوات المتبعة لزيادة معدلات الأرباح والارتقاء بتجارتك في وقت قصير للغاية، فالقيمة المادية المضافة إلى رصيد حساباتك عبر واحدة من هذه المناسبات قد يتساوى مع القيمة المادية النهائية المضافة عبر أسبوع أو شهر كامل من تقديم خدماتك المعتادة من الأغذية أو حجوزات الغرف أو خدمات الضيافة.
ولا تتحدد الفائدة فقط في المنفعة المادية العائدة جراء عمليات الحجز والطلب وبيع المزيد من المنتجات أو تقديم الخدمات، بل تتعدى ذلك إلى حدود التسويق الناجح للعلامة التجارية بما يمتلكه -أو يوظفه- من مفاهيم خاصة، والتي تتعدد أنواعها وفق المقال " اختلاف المطاعم باختلاف مفاهيمها الوظيفية "، ولعل هذا التسويق قد يبدأ بالفعل مع الاحتفال الافتتاحي، والذي تحدثنا عنه مسبقًا في ذكرنا لـ " ١١ خطوة تساهم في بناء وتدشين مطعمك بمثالية ".
كما أن الاجتماعات والمؤتمرات والمناسبات والمعارض تعد المحرك الرئيسي للوجهات السياحية في جميع أنحاء العالم، وهي الأنسب لتوليد تجربة المذاق والضيافة المحلية التي يسعى خلفها العديد من السائحين والزوار المقبلين على المنشآت الخدمية المختلفة، سواء كان هذا الحدث عرضًا خاصًا لمجموعة من الأطباق والعروض الجديدة، أو مهرجانًا موسيقيًا تزامن مع حدث محلي أو دولي، أو حدثًا رياضيًا أو حتى إن كان الحدث حفل زفاف.. إلخ، فجميعها تمثل فرصة ذهبية للإعلاء من قيمة العلامة التجارية، ومضاعفة أرباح المؤسسة التابعة لك، ورصد ردود الفعل المختلفة للتطوير في نوعية المنتجات والخدمات المقدمة في المستقبل.
ولكن الحصول على فعاليات مثيرة ومميزة بما يتخللها من أجواء سياحية وضيافة مثالية في المطاعم والفنادق يتطلب المرور عبر مجموعة محددة من الخطوات والمعايير التي تحول بينك وبين الوقوع في الأخطاء الاستراتيجية والتنفيذية، راسمةً لك الطريق نحو أفضل نهج متبع لتدشين -أو احتضان- المناسبات في منشأتك بمهارة وإتقان.
ولكن في البداية علينا التطرق بالحديث عن صفات المنظم المحترف للفعاليات والمناسبات أولًا، حيث يتطلب:
· أن يكون مطلعًا باستمرار على آخر التطورات والصيحات المتعلقة بمجال صناعة المطاعم والفنادق، وعلى دراية كافية بأساليب وتوجهات المؤسسات والمنشآت المختلفة المحلية والإقليمية والعالمية لاحتضان هذه الفعالية، وذلك يتوقف على مدى قوة الفعالية ودوي صداها في كافة الأوساط المعنية بهذه الصناعة؛ فذلك يساعده على إيجاد جوانب الاختلاف في احتضان نفس الفعالية، بشكل يسمح بالتميز عن باقي المنافسين.
· وأن يكون على دراية كافية بأحدث صيحات التصميم والعروض والألوان وكذلك الأزياء، حتى يتمكن من مواكبة العصر الحديث فيما يسعى إلى تقديمه من عروض ومناسبات خاصة، إلا إن كان الهدف هو إظهار الجوانب التاريخية والتراثية في هذه المهرجانات، أو حتى عرض الجوانب التراثية بأسلوب عصري متطور، ففي جميع الحالات على المنظم المحترف أن يكون مصممًا وفنانًا فيما يمتلكه من أفكار وأساليب ورؤى خاصة.
· أن يمتلك القدرة على تفهم توجهات ورغبات الجمهور المستهدف من طرف المؤسسة، وكذلك الجمهور المحتمل إقباله على الفعالية الخاصة، وذلك يتم عبر تفهم الخلفية المعرفية والقيمة المجتمعية والقاعدة المادية المحتملة وجميع البيانات الديموغرافية الأساسية التي تمتلكها جميع فئات الجمهور المتعرض للمؤسسة، حتى يتمكن المنظم من توفير جميع الأدوات والأغذية والأجواء الملائمة له والفعالة في تأثيرها الإيجابي عليه، بما يعود في النهاية على المؤسسة بالأرباح الاقتصادية المرتفعة المرغوبة.
· على المنظم أن يكون دقيقًا فيما يقدمه من تفاصيل، وأن يكون على درجة كبيرة من الانتباه، حيث يعد هذا الأمر معيارًا أساسيًا لنجاح الفعالية وجذب اهتمام الزبائن المقبلين، فالاهتمام بالتفاصيل الصغيرة يؤثر على الصورة الكبيرة المنقلة إلى الضيوف.
· أن يمتلك القدرة على الابتكارية وإيجاد جوانب التميز والاختلاف فيما يتم تقديمه من فعاليات ومناسبات خاصة أو محلية أو دولية في سبيل إيجاد الانفرادية في السوق التنافسي.
١- تحديد الأهداف
فمن المهم أن تبدأ بتحديد المعلومات العامة والأهداف المحددة، ويتعلق الأمر بتحديد هدفين أساسين، هما أهدافك المطلوب تحقيقها عبر الجمهور المستهدف أو المحتمل إقباله على المنشأة، والهدف الأساسي خلف تدشين هذا الحدث أو الفعالية، وكلاهما يمثلان وجهان لعملة واحدة، لا يمكنك الاستغناء عن أيٍ منها.
والغرض الأساسي من تحديدك لأهدافك هو التحديد والتدقيق في الخدمة المقدمة والجمهور المستهدف، فلا يحبذ الكثير من الخبراء مذهب تقديم كل شيء لكل الفئات، حيث أنه يقلل من جودة ورقي المنتج والخدمة، ولا يضيف إليها المزيد من الرونق والخصوصية والتحديد وكذلك الجودة.
كما أن هذا التحديد سيساهم في إدراك أعداد المقبلين المحتملة، مما يدفعك لتقدير مساحات الاستقبال والجلوس الملائمة لهم لتقديم أجواء تذوق وتجربة ضيافة مميزة، كما تسمح لك بتعرف نوعية وأعداد الأجهزة والمستلزمات المطلوبة لخدمة هذه الأعداد، بالإضافة إلى أنها تمكنك من تقدير أعداد الأفراد في طواقم العمل المختلفة، ونوعية الطواقم التي تتطلبها المهمة بالفعل، وأفضل المديرين والمراقبين الذين تحتاجهم لتنفيذ المهام الموكلة إليهم بكفاءة.
ويساهم هذا الرصد والتحديد للأدوات والأفراد العاملين وأعداد الحاضرين من الضيوف والزوار في تقدير كميات الأموال المدفوعة في تقديم الدعم الملائم لكل فعالية خاصة بحدث أو مناسبة بما يتناسب مع حجمها ومدى أهميتها، فتحديدك للقدرة المادية والمدفوعات المحتملة وما يسعك لصرفه في هذا السبيل يعد خطوة ضرورية لأنها، وإن عكست قدرتك على التخطيط السليم والبناء، فهي كذلك تحميك من أضرار الإفلاس أو إلحاق تأثيرات سلبية بقاعدة مشروعك المادية.
٢- التوقيت
إذا كان عامل المكان يؤثر بشدة على مدى نجاح أعمال المطعم أو الفندق كما ذكرنا في مقالنا " قبل أن تختار موقعًا لمطعمك .. اطلع على هذه النصائح أولًا "، فعامل الوقت يمتلك نفس التأثير على تدشين المناسبات والاحتفالات الخاصة في منشآت تقديم خدمات الأغذية والضيافة، ويتوقف نجاحها على مدى الدقة في اختيار التوقيت الأمثل لطرح الحدث سواء تزامنًا مع حدث محلي أو إقليمي أو دولي، أو حدث خاص.
هل تطلق الفعاليات صباحًا أم ليلًا؟ وخلال أي موسم؟ وهل يتزامن مع قائمة طعام جديدة تقدمها؟ أم يتزامن مع عروض خاصة تعلن عنها؟ أم احتفالًا خاص بمرور سنوية جديدة على منشأتك؟ أيًا يكن، احرص فقط على ألا تخطط لهذه الحدث في نفس اليوم الذي يتم فيه طرح فعاليات حدث آخر؛ فعندما تريد جذب أكبر نسبة مشاركة ممكنة، من المهم التأكد من أنك لست في منافسة مباشرة مع حدث آخر يستقطب أعداد وفئات كبيرة ومتنوعة من الجماهير.
٣- تجربة الضيافة
وهي تتضمن العديد من الجزئيات الهامة، لنتحدث في البداية عن أهمية تحضير طواقم العمل لديك، من المضيفين، إلى موظفي المطبخ، إلى المستقبلين، حيث يحتاج فريقك بأكمله إلى الاستعداد لكل حدث، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي إنشاء عمليات تخطيط جزئية وقياسية لكل فريق، مع مراعاة عوامل المتابعة والرقابة والتصحيح المباشر خلال فعاليات الحدث الذي يتم ضيافته.
كما تتضمن التحضير المثالي للأجواء داخل صالة الطعام، وهي أجواء الضيافة التي تعمقنا في الحديث عن كيفية تقديمها بالشكل الملائم عبر مقالنا " ٤ أمور دائمًا ما يبحث عنها الزوار في المطاعم.. تعرف عليها "، فلا وجود لهوية مميزة لعلامتك التجارية إن لم تهتم بتقديم خدمات الضيافة والأغذية بشكل مميز وراقي، ولكن الاختلاف هنا يتعلق بكيفية تقديم أجواء الضيافة المعبرة عن الحدث أو المناسبة التي يتم تدشينها عبر منشأتك بما يتفق مع توجهاتك ومبادئك الخاصة ويتفق في نفس الوقت مع متطلبات واحتياجات الزبائن المحتمل إقبالهم عليك.
كما يتعلق أمر توفير تجربة الضيافة المثالية بإيجاد محاور الاختلاف عن باقي المنافسين في السوق خلال نفس وقت الحدث، فلست وحدك تحتضن فعالية أو مناسبة، بل كذلك يفعل المنافسون، فما الذي يدفع الزبائن للتوجه إليك بدلًا عنهم؟ إنه الاختلاف الذي تقدمه، ويمكن أن يكون ذلك عبر العروض أو الأفكار الحديثة والمبتكرة -خاصةً التكنولوجية منها- والتي تنفرد بتقديمها خلال الفترة الزمنية للحدث، أو حتى عبر الموقع الفريد الذي تقدم من خلاله فعالياتك.
حيث يقول الخبراء في مجال هذه الصناعة: "عليك أن تسأل نفسك دائمًا، ما الذي يجعل فعاليتك مميزة؟ ما الذي تقدمه لا يجده الضيوف أو النزلاء في أي مكان آخر؟ ما الذي يمكن أن يثيرهم ويدفعهم لتكرار الزيارة مرة أخرى، أو التوجه إليك مباشرة في الزيارة القادمة لمدينتك أو الحي الذي تتواجد فيه؟ هل هو الطعام؟ الأجواء الخاصة بك؟ أم هو شيء آخر؟"، لذا احرص على إيجاد جوانب التميز والاختلاف في السوق التنافسي، ولا تتنازل عن هذا الجانب، الذي يمثل السبيل الأمثل للارتقاء بعلامتك التجارية عبر الاحتفالات المختلفة.
٤- التسويق
لن يجد مديرو الفعاليات اليوم نجاحًا دون أن يكون لهم وجود على الإنترنت، لهذا السبب يعتمد نسبة كبيرة للغاية من مديري ومنظمي فعاليات الأحداث والمناسبات الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي كاستراتيجية تفاعل رئيسية قبل تدشين الأحداث وكذلك بعد انتهائها.
ففي البداية عليك اختيار وسيلة التواصل الاجتماعي الأكثر ملائمة لنشر إعلاناتك الخاصة بفعاليات المناسبة التي تحتضنها والتواصل مع الجمهور المستهدف ودعوتهم للحضور وتدشين حملاتك الترويجية المثيرة والمشوقة لتحفيزهم على التوجه إليك، فبرغم كل ما تم تقديمه من خطوات تنفيذية وتم طرحه من أفكار تصميم وفعاليات خاصة بالمناسبة التي تحتضنها إلا أن ذلك لا يهم إن لم يعلم بها متابعيك على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما يعد التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي أداة قوية للتفاعل، حيث يتيح للضيوف نشر ومشاركة خبراتهم خلال فعاليات أحداث مطعمك أو فندقك مع باقي المتابعين عبر صفحاتهم الخاصة، أي مضاعفة عمليات التسويق لعلامتك التجارية وكذلك الترويج لما تقدمه من أغذية وأجواء احتفالية خاصة، لذلك يقال "إن استضافة حدث رائع ومشاركة ضيوفك في تجربتهم وتفاعلاتهم الخاصة عبر الإنترنت، يفتح الباب أمام قائمة جديدة من الضيوف والمتعرضين في المستقبل".
ولا يتوقف حدود التسويق عند هذه الجزئية بل هو مجال واسع يتعلق بالعديد من الخطوات والمعايير الاستراتيجية التي لا يمكنك تجاهلها في أي أعمال تجارية متعلقة بهذا المجال، ولعل أهما تلك المذكورة في مقالنا " ٩ إرشادات تساعدك على بناء استراتيجية تسويق مثالية لمطعمك عبر السوشيال ميديا ".
وواحدة من المعايير الإضافية في هذا الخصوص، والتي يتجاهلها العديد من المنظمين والإداريين في مجال تدشين المناسبات والحفلات الخاصة في الفنادق والمطاعم، المشاركة والتفاعل مع المنشآت والمؤسسات المحلية المحيطة بمطعمك خلال إقامة فعاليات الحدث - مثل الفنادق ومراكز المؤتمرات أو الشركات المحلية التي تبحث عن أوقات الاستمتاع أو ما يعرف بـ "مناسبات الشركات لتقوية فرق العمل"، والتي يمكنها أن توفر لك مجموعة ثابتة من الضيوف المترددة عليك بانتظام، كما يمكن أن يؤدي كونك شريكًا رسميًا مع هذه الشركات إلى خفض نسبة كبيرة من ميزانية التسويق الخاصة بك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص تلك التي تستهدف بيئتك المحلية المحيطة بك.
وأخيرًا، لاستكمال الخطوة المتعلقة بتسويق حدث فندق أو حفل مطعم، من المهم دائمًا تلقي الملاحظات ورصد ردود الفعل الخاصة بالزبائن والمترددين عليك، حيث يمكنك القيام بذلك عن طريق إجراء مكالمة سريعة أو إرسال استبيان بعد انقضاء الفعالية، ويمكن للضيف أن يطرح رأيه بخصوص الفعاليات التي عملت بشكل جيد للغاية، وتلك التي لم تكن جيدة بالقدر الكافي، وما يمتلكوه من مقترحات للتطوير.
٥- قوائم الطعام
إليك واحدة من أهم النصائح المتعلقة بتنظيم المناسبات الخاصة في منشأتك، اجعل قائمة طعامك معبرة عن ثلاثة أمور:
· فكرتك، أي ما تشتهر بتقديمه أو تسعى لتقديمه بفكر خاص.
· جمهورك، ممن يبحثون عن احتياجات محددة من الأغذية في مطعمك أو فندقك.
· وطبيعة الحدث، الذي قمت بإعداد قائمة طعام خاصة من أجله.
فلا يمكنك الفصل فيما بينها، بل تكمن المهارة في الربط بينها بإتقان شديد، على أن تتأكد مقدمًا أنك تقدم أغذية لا تتنافى مع الأخلاقيات والتشريعات المحلية أو التوجهات والمعتقدات التي يمتلكها الضيوف، لذا تأكد من أن تسأل ضيوفك مقدمًا عن أي نوع من أنواع الحساسية للأغذية التي تقدمها.
ويشير العديد من الخبراء والطهاة المحترفين في المجال إلى ضرورة الاستعانة بقائمة طعام بسيطة في مضامينها ومحتوياتها من الأطباق والمنتجات والمكونات الغذائية، حيث تساعد قائمة محدودة تحتوي على بعض عناصر النظام الغذائي على ضمان خروج الطعام من مطبخك بسرعة وبدون عيوب، ومن خلال مطالبة الطهاة بتنفيذ عدد أقل من الأطباق على مدار الفعالية، سيكون بإمكانهم الاحتفاظ بالتركيز على جودة ورقي المذاق والخدمة.
بالإضافة إلى ذلك فإنه يسمح بإضافة العديد من العناصر الغذائية الخاصة، فهل لدى طاهيك طبق مفضل ليس في القائمة الرئيسية؟ أو هل لدى الـ " باريستا " الخاص بك مزيجًا مميزًا من الفواكه والمنكهات؟ ولكنهم لا يستطيعون صياغته كما يحلو لهم في أوقات العمل الرسمية؟ تعد قوائم الأحداث والمناسبات الخاصة مكانًا رائعًا لإظهار إبداعهم وجعل المستفيدين يشعرون وكأنهم يعاملون بشيء من الامتياز والتقدير، وتعمل بعض المطاعم حتى مع ضيوفها لتصميم قائمة فريدة من نوعها تناسب مفهوم أو سمة الحفلة.
ولكن، قبل أن تشرع في تصميم القائمة، تأكد من إنشاء قائمة ترضي الجماهير ومربحة في آن واحد، فلا تنسى جانب الربح الاقتصادي، فالقوائم الموحدة تجعل من الأسهل بالنسبة لك تسعير التكاليف والحفاظ على هامش ربح محدد.
ولكن، ما هي أهم التحديات؟
وبرغم ما تمتلكه المناسبات الخاصة للمطاعم والفنادق من تأثير قوي على نجاح الأعمال ومضاعفة الأرباح الاقتصادية العائدة على المنشأة الخاصة بك، إلا أنها تواجه العديد من التحديات والصعوبات التي تحول بينها وبين التحضير والتقديم الملائم لفعالياتها المختلفة للزبائن والمقبلين والنزلاء، وهي ثلاث صعوبات رئيسية:
· تتمثل الأولى في مدى التمكن من جذب والتقاط عينة الجماهير المستهدفة بدقة، وأن تتقارب أو تتفق الجماهير المقبلة على المناسبات الخاصة التي تحتضنها مع تلك المحتملة التي تخطط لجذبها إليك.
· ويتمثل التحدي الثاني في الإبقاء على جميع فعاليات الاحتفاليات والمناسبات التي تقدمها منظمة ومرتبة وموجهة نحو تحقيق أهداف دقيقة وواضحة في خضم الإقبال والتوافد الكبير، وكثرة الطلبات، واختلاف التوجهات والرغبات.
· أما التحدي الثالث فيتمثل في الموازنة بين تقديم نفس أجواء التذوق المميزة إلى جميع الضيوف.
وهذه التحديات تعكس مدى حساسية وأهمية هذه الوسيلة التسويقية والترويجية، وتعكس ضرورة ما تتطلبه من تخطيط قبلي وتحضير دقيق لكافة الجوانب المتعلقة بتدشينها بفعالية وكفاءة، بدءًا من تجهيز الأجهزة والمعدات والمنتجات والمكونات اللازمة، ومرورًا بإيجاد محاور الاختلاف المقدمة عبر هذه الفعاليات وتدريب فرق العمل المتنوعة، وانتهاءً بالضيافة المثالية والتغطية المحكمة لأجواء الفعاليات وتسويقها بتميز عبر كافة قنوات التواصل الاجتماعي، ولن يتم هذا الأمر بدرجات النجاح المطلوبة إذا لم يسبقها التخطيط الاستراتيجي والتنفيذي الملائم لمنشأتك.
ولكن بشكل عام يعد وضع الأسس السليمة المعنية ببناء علاقة تواصل قوية مع الضيوف هو الأداة المثالية لأي مالك أو مدير مطعم أو فندق يشارك في التخطيط لاحتضان فعاليات حدث محدد؛ حيث يحتاج الضيوف إلى معرفة ما يمكن توقعه من الأجواء التي تقدمها، وذلك بقدر ما تحتاجه أنت إلى معرفة حقيقة ما يبحث عنه الضيف، أي أنك تربط فيما بين الأمرين، لذلك يعد وجود قائمة مرجعية من الأسئلة المحددة والواضحة أداة رائعة لبدء هذه الحلقة الاتصالية بفعالية وتَمَكُّن، والتي يمكنها أن تتضمن التالي:
· ما الحدث الخاص الذي تخطط له؟
· ما الوقت والتاريخ الذي تفضله لهذا الحدث؟
· كم عدد الضيوف المتوقع؟
· ما طبيعة الأجواء المتخللة لهذا الحدث؟ اجتماعي أم رسمي أم ترفيهي.. إلخ؟
· كم عدد الموظفين الذين سيتطلبهم هذا الحدث؟
· ما الأغذية والمشروبات التي ترغب في تقديمها؟
وبالإضافة إلى ضرورة تحديد الأبعاد والتفاصيل المتعلقة بهذا الحدث والمذكورة سلفًا، سوف تحتاج إلى طرح مجموعة من الجزئيات المحيرة بشأن توقعاتك الشخصية وتأثير اللوائح القانونية على قرارات التدشين المتخذة من طرفك، مثل:
· اللوائح والممنوعات الخاصة بالمنشآت (لوائح التدخين، السلامة من الحرائق، وحدود الإشغال)
· موقع المراحيض والمخارج والمرافق
· المناطق المحظورة على الضيوف
· القواعد المتعلقة باللهب المكشوف والأطعمة والمشروبات الخارجية
· من المسؤول عن التنظيف بعد الحدث
· الإكراميات والرسوم الإضافية المتكبدة خلال الحدث
· تفاصيل سياسة الإلغاء
· معلومات الاتصال وساعات توافر موظفي الدعم
· الحلول والأفكار المطروحة لحل النزاعات
· الخدمات التي يقدمها المطعم، والخدمات التي تقدمها مصادر خارجية كشركات الـ "Third party"
· وسائل الراحة الخاصة المقدمة
· تفاصيل العقد أو عقد الإيجار، بما في ذلك الودائع والرسوم الإضافية الخاصة بمنشأتك
فتوفير العلاقات الثنائية الودية والصادقة يضع الأساس لعلاقة رائعة مع الضيف، ويتضمن ذلك الاستماع إلى احتياجات الضيف ورغباته من ناحية، ومن ناحية أخرى، جعل الإرشادات الخاصة بك واضحة تمامًا لهم، حيث أن الغموض يخلق البلبلة ويساعد في الولوج إلى الصراعات، أما التواصل الواضح الممزوج بالاحترافية الودية دائمًا ما يعد خليط ناجح للتفاعلات التجارية.
ويتم توفير قوائم المراجعة هذه كمخطط عام مناسب لجميع أنواع الساحات الخاصة لتناول الطعام، فنحن نشجعك على اتباع هذه الإرشادات وتخصيصها للاستخدام في أعمالك التجارية للمساعدة في تخطيط الأحداث وتلبية احتياجات ضيوفك في المناسبات الخاصة.
وفي النهاية عليك إدراك عدم أهمية جميع ما سبق من خطوات ومحددات ونصائح بالنسبة للضيف أو الزائر ما لم تقدم المذاق المميز والضيافة الراقية، أي تجربة مثيرة تحمل في طياتها الكثير من المعاني والقيم في تتابع سلس وفعال وخالي من الإجهاد، بحيث تصبح النتيجة الإجمالية لما يتذكروه هو مدى الاستمتاع الذي تلقوه جراء المشاركة في -أو إعداد – هذه الفعالية أو المناسبة الخاصة، فالاهتمام دائمًا ما يصوب إلى النهاية، فاحرص دائمًا على إيجاد ردود فعل إيجابية من الحضور مهمًا كانت أجواء العمل جادة وسريعة وفوضوية، فهنا تكمن القيمة الجوهرية والتحدي القوي فيما يتعلق باحتضان وإعداد الحفلات والمناسبات الخاصة، وهو أن تجد الجودة والفعالية في ظروف عمل نشطة ومتغيرة باستمرار.
٥ خطوات لاحتضان المناسبات الخاصة بمثالية في المطاعم والفنادق