يعد العمل في مجال تقديم الاستشارات الخاصة بمجال الأغذية والمشروبات والضيافة المثالية في المطاعم والفنادق واحدة من المهام الفريدة من نوعها في هذه الصناعة.
كما أنها مهمة شاقة وحساسة للغاية لما تمتلكه من طابع خاص، فعندما يكثر الحديث عن تصميم قوائم الطعام وتدشين المطاعم وكيفية تمييز مطاعم الفنادق، بما يمتلكه من تصميمات وألوان معبرة ومبتكرة، وطبيعة سمات الشيف المحترف واحتياجات الطهاة الشباب، وكيفية تسويق علامتك التجارية بمهارة في السوق التنافسي، تظهر أهمية هذا الدور المتعلق بالاستشارة عندما تتأزم الأمور، أو تصبح الاختيارات متعددة، وتكثر البدائل بتطور الحياة المعاصرة وتسارعها وتجدد صيحاتها.
فتصبح الحاجة لفكر متخصص يصل النقاط المبعثرة ببعضها البعض، قادر على تشكيل الفكرة وتجسيدها على هيئة بناء فعال يستطيع المنافسة على الأرباح وإقبال الزبائن، ويمتلك من الخبرة والتفهم والاستيعاب والتحليل والمهارة ما يكفي لمقاومة التحديات وبلوغ المراكز الأولى بأقل التكاليف وفي أضيق الفترات الزمنية الممكنة.
يمكننا تحديد هوية شخصية مستشار الأغذية وتقديم خدمات الضيافة للمطاعم على أنه خبير في فن الطهي وسلامة الأغذية ومدى جودتها، حيث أنه المنوط بتقديم النصيحة لشركات صناعة المواد الغذائية والمهنيين المختصين بمجال تطوير وتحسين عمليات الخدمات الغذائية، كما يمكنه بالطبع العمل مع المطاعم ومنتجي الأغذية والمدارس أو أي منشأة خدمات غذائية أخرى.
وهناك عدد كبير من الوظائف المتعلقة بالاستشارات الغذائية ويستند المسار الوظيفي للمستشار بناءً على تخصصه، وهي تتنوع على سبيل المثال بين مفتشي الأغذية والمنشآت، ومستشار جودة الخدمات الغذائية، ومدقق سلامة وصحة الغذاء، ومصمم قوائم الطعام، أو مطورها، ومنظم السلامة البيئية، وغيرها العديد من الفروع المهنية التي قد يتخذها الاستشاري في التعامل مع المطاعم.
وعادة ما يعمل مستشارو الأغذية، الذين يتم الاعتماد عليهم من قبل المطاعم، على هندسة القوائم والتصميم وتكاليف الطعام، وغالبًا ما يتم تعيين مستشارين للمواد الغذائية عندما يحاول أحد المطاعم تقديم وجبات محددة، وتقديم خيارات صحية، والحصول على بعض المدخلات الإبداعية، أو ضمان سلامة الأغذية وجودتها.
ويتخصص مستشارو الطعام في أنواع مختلفة من المأكولات أو أنماط الأكل، على سبيل المثال، سوف يبحث مطعم يتطلع إلى تقديم المزيد من الخيارات النباتية عن استشاري متخصص في إعداد الأطباق النباتية، ويمكن أيضًا تعيين استشاريين في مجال الأغذية من خلال سلسلة مطاعم لإنشاء "أنظمة تشغيل وضمان الجودة" لمراعاة سلامة جودة الأغذية في جميع الفروع التابعة للعلامة التجارية في هذه السلسلة.
فغالبًا ما يكون لمستشاري الأغذية خلفية في فنون الطهي أو التغذية، مما يوفر للمتخصصين في هذا المجال الأدوات من أجل الإنشاء والحفاظ على إجراءات سلامة الأغذية، والمساعدة في تطوير الطهي وتصميم القوائم أو هندستها، والمساعدة في توليد الإيرادات وتكاليف الطعام، وتطوير مرافق إنتاج الأغذية والمطابخ بما تمتلكه من مستلزمات ومساحات حركة داخلية، وابتكار منتجات وأطباق وخدمات لذيذة أو مثيرة قابلة للتطبيق، وكذلك تقديم المشورة لأنواع محددة من منتجات الأغذية، مثل السلع المخبوزة الخالية من الجلوتين.
وبالحديث عن أهم المؤهلات والمتطلبات الأساسية التي يجب توافرها في هذه النوعية من المستشارين فتتنوع بين الحصول على شهادة تميز في إدارة الأعمال المتعلقة بالأغذية أو الضيافة أو فنون الطهي، أو التغذية الصحية السليمة، كذلك أن يمتلك رخصة العمل في مجال تصنيع وتداول الأغذية في المطاعم والفنادق، وأن يكون على دراية كافية بالإجراءات والمعايير المتخذة للتعامل مع الأزمات الطارئة والحرائق.
كما يرى الخبراء اشتراط امتلاكه لمهارات القيادة والإدارة والتنظيم ومهارات حل المشكلات، إلى جانب عضويته في إحدى الجمعيات والهيئات الدولية المتخصصة في مجال الاستشارات الغذائية، وامتلاكه لشبكة واسعة من الاتصالات والمعارف بالمهنيين في صناعة وتقديم الخدامت الغذائية، وعلى مقدرة للتعامل مع أحدث المستلزمات والأدوات والأجهزة المطبخية التجارية لمساعدته في مواكبة التطورات الحديثة في هذا المجال، كما يشترط -إن كان استشاريًا في مجال معايير الصحة والسلامة الغذائية- أن يمتلك شهادة الـ "HACCP" وهو نظام تحليل المخاطر، على أن يكون على فهم شامل بكل المتعلقات الدقيقة المتضمنة في مناهجها.
١- التعلم واكتساب الخبرة
عاملان لا يمكنك تجاهلهما إذا ما كنت تبحث عن التميز في تقديم استشاراتك ومقترحاتك الخاصة بمجال تقديم الأغذية والمشروبات وخدمات الضيافة المثالية في المطاعم والفنادق والعربات المتحركة وأي منشأة تتفق في توجهاتها مع معايير هذه الصناعة، كما لا يمكنك الاستغناء عن أي منهما، فهما وجهان لعملة واحدة.
وتتعلق في الأساس بتلقي المعرفة العلمية واكتساب الخبرة العملية، فإذا كان هدفك الوصول إلى أعلى الدرجات الوظيفية في هذا التخصص سيكون من الأفضل الحصول في البداية على شهادة علمية خاصة في مجال الضيافة أو إدارة الأعمال أو فنون الطهي، فالخلفية الأكاديمية ستضع الأساس لفهم صناعات الأغذية والضيافة والاحتياجات الخاصة للمطعم بما يتخلله من أساليب واستراتيجيات وفنون وخطط تجارية متعلقة بإدارة المنشآت وتدوير الأعمال وتوزيع الأدوار والمهام ومضاعفة الأرباح.
كما أنها تتضمن في الأغلب الحديث عن أساسيات الخدمة الغذائية، بما في ذلك إجراءات الصحة والسلامة الغذائية ومعايير العرض للمنتجات وتصميم الأطباق والمشروبات وتقديمها إلى ضيوف المطعم، وكيفية رصد ومراعاة الجوانب الخاصة بكفاءة منشأتك المالية، بما في ذلك أساسيات المحاسبة والإدارة المالية، وكذلك كفاءتك الشخصية من مهارات وقدرات خاصة، وحل النزاعات وإدارة شئون الموظفين، وتتضمن أيضًا تعلم أساليب التسويق والترويج بما يتخلله من علوم تحليل بيانات العملاء وبناء الخطط الاستراتيجية المسندة إلى قواعد البيانات السليمة.
هل يمكنك تخيل ما ستمتلكه من ثقل معلوماتي عقب تعلم جميع-أو بعض- الأمور السابقة بما يخدم قدرتك على منح الاستشارات السليمة والملائمة لكل التوجهات والمبادئ المختلفة التي قد تمتكلها هيئات ومنشآت تقديم الأغذية وضيافة الزبائن؟
ستصبح مداركك العلمية واسعة بلا شك، ولكن ستظل قدرتك على تحقيق أعلى درجات التميز والوصول إلى المثالية في تقديم الأفكار والمقترحات والاستشارات الخاصة ضعيفة بدون الوجه الآخر لهذا البند، وهو الخبرة العملية المكتسبة عبر الأعوام المتتالية.
ولا تخطئ الفهم، فتوافر الخلفية الأكاديمية في الإدارة والضيافة وتوظيف فنون الطهي المختلفة في الأغذية وتعلم كيفية استخدام التكنولوجيات والتقنيات المختلفة أمر واجب لا محالة لاعتلاء القمة، ولكن تجربة الحياة الحقيقية ستعدك بشكل أكثر فعالية على تفهم وإدراك جميع التفاصيل الدقيقة في المهام المختلفة التي يشملها هذا المجال، بما يتخللها من وتيرة عمل سريعة وحلول مبتكرة، واستراتيجيات تصنيع وترويج مميزة ومثيرة.
حيث تفيدك التجربة العملية في تعلم كيفية إدارة الأشخاص والموظفين العاملين، وتدريب المضيفين، وتصميم قوائم الطعام ومساحات الجلوس الداخلية والخارجية، وغيرها من المهام الوظيفية التي يمكنك تقديم استشاراتك الخاصة فيها، ولكن بشكل مباشر وعملي وآني، لا عبر الكتابة والتحليل العلمي والشرح النظري فقط، فمهنة الطهي وإدارة أجواء التذوق وبيئة التسويق الإلكترونية للمطاعم والفنادق لا يمكننا وصفها بأقل من أنها ملحمية، تحتضن العديد من الصعوبات والتحديات والمشاق التي لا يمكن استيعابها مهمًا وصفت بالكلمات، بل يجب أن يتعلم الاستشاري من خلال التجربة الشخصية والمحاكاة الواقعية.
لذا، لكي تصبح أفضل استشاري، حاول العمل في العديد من أنواع المطاعم المختلفة، مع العمل في أكبر عدد ممكن من الوظائف، فبهذه الطريقة، سوف تفهم العمل من وجهات نظر مختلفة وعلى العديد من المستويات، وكذلك يعد العمل مع الطهاة البارزين ومجموعات المطاعم مورداً رائعاً لك عندما تقوم بإنشاء أعمال استشارية، حيث توفر هذه الجهات الاتصالية بيئات عمل صعبة، ولكن ناجحة لشحذ مهاراتك، ويمكن لأصحاب العمل الخاص بك من ناحية أخرى أن يوفروا لك المراجع التي ستساعدك على تنمية أعمالك.
٢- بناء شبكة المعارف
قد لا تمتلك من الخبرة والمعلومة ما يكفي لأن تصبح مميزًا في استشاراتك، ولكنك بالتأكيد قد تصبح مثاليًا في أعمالك بسبب ما تمتلكه من شبكة معارف وأصدقاء وعاملين وموظفين وكذلك شركات وهيئات خاصة يمكنها أن تقدم إليك الخدمة أو تتمم لك المهمة أو تصحح لك استشارتك بشكل شخصي قبل أن تقدمها بشكل نهائي إلى عميلك.
ماذا إن توجه إليك أحد العملاء بحثًا عن الاستشارة، ليس فقط حول تصميم قائمة الطعام، بل بناء المطعم وتصميم الأقسام الداخلية له المساعدة في توظيف العاملين في الفرق المختلفة، وتدريبهم على العمل وفق تخصصاتهم ومهامهم المحددة، مع توجيه المالك نحو أفضل المواقع لشراء المعدات والأجهزة والمستلزمات الملائمة لإتمام أعمالك بمثالية؟
وذلك يعود إلى قوة قاعدة البيانات والأسماء الخاصة التي تمتلكها في جعبتك، والتي تسمح لك بتوفير الحلول والأفكار العملية والسريعة التي تساهم في إتمام طلبات العميل وإنهائها كما يجب، حيث أن تصميم المطاعم أو تدشينها أو تصحيح ما بها من خلل يتطلب الكثير من الأيدي العاملة والأفكار والمقترحات والعيون الراصدة والمتابعة لآخر القوانين والتشريعات والصيحات المسيطرة على مجريات الأمور.
فإذا كنت تريد أن تصبح مستشارًا فعالًا، قم بإنشاء شبكة قوية من الأشخاص لتسهيل عملية فتح وتشغيل مطعم، أو عربة طعام، أو منشأة لتقديم خدمات الأغذية السريعة، حيث يساعد وجود اتصالات داخل مجلس المدينة وإدارات الصحة والحريق وصناعات الأغذية على تسريع العديد من الإجراءات التي ستكون جزءًا من عملك، وستكون هذه الجهات الاتصالية ضرورية لتنفيذ مهامك بشكل صحيح.
علاوة على ذلك ، ستزداد قيمتك كمستشار بعدد الاتصالات القوية التي لديك، وستصبح شبكتك موردًا رائعًا للتعرّض لكلمات من شأنها أن تساعد في توسيع نطاق عملك، لذا اختر أفراد شبكتك بعناية شديدة.
٣- التوثيق
عندما تكتسب خبرة في مجال التجارة بالمطاعم والفنادق، وتنفذ المهام الجديرة بالملاحظة، وتمتلك من المعارف ما يكفي للمنافسة في السوق، تابع عملك بحيث يمكنك تضمينه في سيرتك الذاتية وموقع الويب الخاص بك، وعبر صفحاتك الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، فأي مهمة أو عمل من تنفيذ حدث كبير إلى تنفيذ التغيير الذي يسهل مهمة محددة من مهام المطعم، يستحق التوثيق، فقط التقط صوراً لأي عمل متعلق بالمطعم الذي تمارس فيه أعمالك، وما تقوم به هناك، وأي مفاهيم تأتي بها وأي مساهمات قمت بها، ستكون الصور والتعليقات والمحتوى مفيدة عند تصميم موقع الويب الخاص بك وتسويق نتائجك، فلا تنسى كذلك أن الإنجازات الخاصة هي واحدة من المعايير المحددة لمدى كفاءتك كاستشاري خاص في مجال الأغذية وتقديم خدمات الضيافة.
٤- إدراك التشريعات والقوانين
تمتلك العديد من الدول والمحافظات والمدن، بل والأحياء في بعض الأحيان، مجموعة قوانين مختلفة فيما يتعلق بتدشين المطاعم وتهيئة أجواء التذوق داخلها، كما أن هناك مجموعة من التراخيص والتصاريح المختلفة المطلوبة لكل منطقة، والعديد من الجهات والسلطات التي تحتاج إلى الاتصال بها، لذلك، عندما تقرر تطوير عملك الاستشاري، عليك أن تصبح ضليعًا في قوانين الضيافة، وتشريعات وأخلاقيات العمل، ومعايير الصحة والجودة والسلامة الغذائية المحددة في هذا المجال، فهذا يجنبك الوقوع في الخطأ، ويخلق صورة دعائية وعلامة تجارية قوية وثابتة لشركتك أو شخصك في السوق التنافسي يتوافد عليها العملاء والملاك دون تفكير، لما تمتلكه من قدرة على الاتفاق مع القوانين والأخلاقيات المحلية والدولية الموضوعة، إلى جانب بصيرتك وقدرتك على إيجاد جوانب الابتكار والتفرد عبر هذه القيود والتشريعات.
٥- التواجد الإلكتروني
لدى محترفي قطاع الأعمال مواقع ويب فعالة وغنية بالمعلومات، لذلك، إذا كنت ترغب في بدء أعمالك الاستشارية، فاستثمر الوقت والطاقة لإنشاء موقع إلكتروني يجذب العملاء المحتملين، ويجب أن يتضمن موقع الويب الخاص بك معلومات وجيزة وفعالة تخبر العملاء المحتملين من أنت ولماذا أنت مؤهل لهذا المنصب، ومرفقة بقائمة الخدمات التي تقدمها ومجموعة من التكاليف لكل منها، وذلك إلى جانب صفحة مخصصة لعرض المطاعم التي عملت فيها والمساهمات التي قدمتها، ولا تنسى تضمين بينات الاتصال الخاصة بك مع روابط لقنواتك الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما قد ترغب في النظر في تضمين مدونة في موقع الويب الخاص بك لأغراض التسويق وجذب اهتمام كبار المسئولين الاقتصاديين.
وعلى الرغم من أن الكلمة الشفهية هي أفضل طريقة للترويج لعملك الاستشاري في المطاعم، إلا أن هناك طرقًا لتحسين التسويق الرقمي حتى يتسنى لك الظهور بكثرة في عمليات البحث عبر شبكة الإنترنت، حيث تؤدي كتابة منشورات المدونة الإعلامية والمحافظة على التفاعلية والتواصل عبر قنوات التواصل الاجتماعي إلى زيادة ظهور موقع الويب الخاص بك على الإنترنت.
٦- التمهل والشمولية
قد يخبرك الكثيرون أن بدء أعمال الاستشارات الخاصة بك ليس بالأمر الصعب، لكن يجب عليك أن تعرف أيضًا، وخاصة كشخص يريد الدخول في أعمال مساندة أو متممة لنجاح المطاعم، أن الاندفاع نحو الأعمال التجارية من منطلق أنها مجرد فكرة عظيمة تحتاج إلى عاطفة قوية يعد وصفة للفشل!
فعندما تبدأ الأعمال التجارية، يصبح تنفيذ الخطط وإيجاد الرؤى أمر أكثر صعوبة، فالشركات التي تسرع إلى التسويق أو تنمو بسرعة كبيرة هي عادةً منظمات ليس لديها استراتيجية تتجاوز الربح، وليس لديها الوقت لإنشاء خطط عمل، أو إعداد أدلة الموظفين، أو مراقبة معنوياتهم، وعمليات سير تدريباتهم، والنتيجة النهائية ستكون الخدمة غير الفعالة، والاستعراض السيء لخدمات الضيافة، والتخبط في قائمة الطعام، إلى جانب احتمالية وجود اشتباكات ثقافية خطيرة تهدد صحة أجواء العمل والتذوق داخل المطعم أو الفندق.
ويمكن أن يعاني مستشارو المطاعم من نفس المصير، إن كنت لا تعلم ما الذي تمثله، وما هو مجال تخصصك، ولماذا تذهب إلى العمل كل يوم، فقد تتعرض جودة عملك للخطر مع مرور الوقت، وسوف يملي العملاء عليك كيفية إدارة أعمالك وستذهب فرص التسويق المبتكرة عبر قنوات التواصل المختلفة.
فقد أظهرت مجموعة من استطلاعات الرأي أن الشركات الأكثر نجاحًا وازدهارًا تم بناؤها من قبل رواد الأعمال الذين لديهم رؤية واضحة، وأنهم مثاليين في تعاملاتهم مع المضيفين، إلى جانب قدرتهم على التعامل مع التحديات بمهارة شديدة دون الإخلال باستقرار المنظمات التجارية الخاصة بهم.
لذلك مع إحصائيات من هذا القبيل، عليك تفهم أن امتلاك بيئة حماسية و عملية يتخللها الحرص والاهتمام العاطفي في ذات الوقت هو أمر هام لنجاح أعمالك والإرتقاء بمستوى تجارتك، لذا لم لا تأخذ الوقت الكافي لبناء رؤية واضحة لمهنة قد تكون هي الأمثل لك؟
وحتى تستطيع تحقيق ذلك بنجاح عليك تفهم أبعاد التجربة الاستشارية الأولى، وما تحمله من دروس وأسئلة تتطلب منك استيعابها وتحملها والإجابة عليها ومحاولة تفاديها أو مواجهتها وحلها، ولعل ما قد يساعدك على ذلك أن تبدأ بسيطًا، بأقل التكاليف وبأسعار منخفضة، لتضع قدميك على بدايات هذا الطريق ساعيًا خلف استكمال بناء سيرتك الذاتية، وكن على استعداد لتقبل فرص الاستشارة الصغيرة أو الكبيرة، ففي النهاية عليك البدء من مكان ما، واحرص دائمًا على أن تتسلم مهام يمكنك إدارتها والنجاح فيها، بحيث تضمن إيجاد ردود فعل إيجابية من العملاء، وهو ما سنتطرق إليه في الجزئية التالية.
ولكن ما يجب ذكره ضمن هذه السطور أيضًا، أهمية الشمولية في هذه البداية، أو ما يطلق عليه الخبراء عبارة "Keep your market open"، أي أن تكون متاحًا للعديد من -إن لم يكن لجميع- الجهات التي يمكنك الاعتماد على خدماتك الاستشارية المميزة، من فنادق ومنتجعات ومرافق خاصة معنية بالضيافة، والأندية الريفية والملاعب الرياضية، والكليات والجامعات الخاصة والعامة، وعربات -أو شاحنات – الطعام، أو حتى مطابخ الشركات ومواقع المناسبات الخاصة.
٧- التفاعل مع ردود الفعل
من أجل بناء علامتك التجارية واكتساب المصداقية، شجع العملاء وأصحاب العمل وأي شخص عملت معه على مراجعة شركتك عبر موقعك على شبكة الإنترنت، أو من خلال صفحاتك المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن يتركوا لك تعليقاتهم الخاصة، فهذه واحدة من أهم استراتيجيات التسويق الناجح لأفكارك وتوجهاتك وكذلك مبادئك، وهو ما تطرقنا إليه من خلال مقالنا: " ٩ إرشادات تساعدك على بناء استراتيجية تسويق مثالية لمطعمك عبر السوشيال ميديا " عندما تحدثنا عن أهمية طرح المساحات للتقيم والرأي وحرية التعبير.
ولكن تأكد من أنك تستجيب لأي ردود فعل سلبية، وكذلك لا تخجل من مطالبة العملاء السعداء بأن يكونوا مصدر أول للتواصل في حال مطالبة العملاء الجدد بمعرفة إنجازاتك السابقة وما تمتلكه من قدرات ومهارات، وهذا في البداية فقط، ولكن مع الوقت لن تصبح بحاجة سوى لتواجدك الإلكتروني، لأنك تمتلك من رصيد الشهرة ما يكفي لأن يكون اسمك رنانًا في جميع أوساط هذه المهنة، وفي النهاية يساعدك هذا التفاعل على إعداد دراسات حالة عن أفضل العملاء لديك، كما يساعدك في التعرف على أهم الاتجاهات والمفاهيم والأساليب التي تفضلها المنشآت المختلفة في مجال تقديم الأغذية وخدمات الضيافة.
٨- الاختيار المثالي للعملاء
واحدة من الخطوات الهامة التي لا يدركها العديد من الإستشاريين في مجال تقديم الأغذية وخدمات الضيافة في المطاعم والفنادق، والتي تخلق التميز والفعالية المطلقة لمشاريعهم، هي اختيار العملاء، قد يكون الأمر مريبًا في البداية، حيث أنك تطمح لزيادة إقبال الزبائن عليك ومضاعفة أرباحك، ولكن في النهاية، أنتا تبحث أيضًا عن تجميل صورتك الذهنية، والإرتقاء بعلامتك التجارية في السوق التنافسي، وذلك لن يتحقق من خلالك فقط، بل من خلال العميل أيضًا.
حيث أن الهدف الأساسي من استشارتك هو الاستمرارية وإيجاد حل دائم، أو على الأقل قادر على الاستمرارية والمنافسة لفترة طويلة من الوقت، كما يكون قادر على إبقاء المنشأة المعنية بالأمر في المقدمة حتى مع وجود التحديات والمشكلات، فهذا هو المعيار الأساسي الذي يحدد وفقًا له مدى فعالية ومثالية العمل معك كاستشاري للمطاعم والفنادق.
وهذا الحل الدائم لن يتجدد ولن يصبح له قيمة دون وجود عميل متفهم وقادر على توظيف استشاراتك والعمل بتدريباتك ومعلوماتك ومعارفك الخاصة حتى بعد انتهاء خدمتك ورحيلك عن المنشأة، فما الفائدة من التعامل مع فريق أو مالك أو مدير لا يمتلك الرغبة أو الحماس أو القدرة على الإبقاء على ما قدمته من خدمات وحلول ارتقت بمستوى المطعم بالفعل؟ فالمشكلة تظهر إذا ما عاودت حل المشكلات مرارًا وتكرارًا وفي فترات زمنية قصيرة للغاية لنفس المطعم أو عربة الطعام أو المنشأة التي تقدم الأغذية، لأنها تحمل معاني ثانوية أكثر سلبية، ولعل أهمها أنك تستخدم استراتيجيات وخطط خاطئة لا تتناسب مع البيئة التنافسية.
وهذا أمر خاطئ، فحتى وإن كانت أساليبك ملائمة لطبيعة السوق، تظل الحاجة لفريق -أو عميل- قادر على استيعاب هذه الأساليب والمناهج والعمل وفقًا بها، لذا لا تضيع مزيدًا من الوقت مع عملاء لا يرغبون في الاعتلاء بمشاريعهم الخاصة أو حتى لا يرغبون في مضاعفة أرباحهم الاقتصادية، واهتم بصناعة صورة ذهنية إيجابية من خلال العملاء الباحثين عن التميز والمثالية.
سؤال مهم على كل استشاري أغذية أن يطرحه على نفسه بعد الوصول لقمة النجاح في هذه الوظيفة، فبمجرد أن تحدد مسارًا أكاديميًا ووظيفيًا لتصبح استشاريًا في مجال الأغذية وتقديم خدمات الضيافة، فهناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لمواصلة تنمية أعمالك وعلاماتك التجارية وعروضك وخبراتك الخاصة.
· فنقل الخبرة والتدريب ونشر المقالات التوضيحية والتفصيلية للأجيال القادمة هي خطوة مهمة تعكس مدى ما تمتلكه من تميز الصفات والخصال كمحترف في المجال، ولعلها واحدة من أهم القواعد التي يعمل بها الطهاة في المطاعم والفنادق، متبعين القاعدة التي تقول: "تعلّم كل ما تحتاجه وعلِّم كل ما تستطيع" التي سبق ذكرها في مقالنا: " ٦ قواعد تساعد الطهاة الشباب على الوصول إلى الاحترافية في مجال الطبخ "، فالتدريب والتعليم من شأنه أن يعمل على زيادة معدلات انتشار علامتك وسمعتك التجارية في الأوساط المختلفة لمجتمع المصنعين والملاك والإداريين في هذا المجال، كما يضمن استمرار علومك وفنونك ومهاراتك الخاصة عبر الأجيال.
· اسع خلف العضوية في إحدى الجمعيات أو الهيئات الاستشارية العالمية في مجال الأغذية وضيافة الزبائن، أو تلك التي تتخصص في تقديم الاستشارات في شق محدد داخل المجال، وهو الأمر الذي يتطلب منك المرور عبر سلسلة من الاختبارات والمهام الإدارية والتحريرية والدراسية حتى تصبح عضوًا منتسبًا في مثل هذه الجهات التي تمنحك إمكانية الوصول إلى المجلات والمنشورات الاحترافية وحضور الندوات والتواصل مع محترفي خدمات الأغذية الآخرين.
· والحصول على المطبوعات والمنشورات المختلفة وقراءاتها عبر هذا المجال، وكذلك المشاركة في الكتابة فيها، يفيدك بشدة إذا كنت خبيرًا في مجال معين متعلق بالأغذية، مثل معايير وإجراءات الصحة والسلامة الغذائية، فيمكنك زيادة معارفك العلمية وكذلك زيادة قدر الترويج ونسب الإقبال عليك من خلال القراءة أو النشر في هذه المجلات، خاصة العلمية منها التي تحمل طابع بحثي يناقش مجموعة من المشكلات البحثية عبر عدة متغيرات بإسلوب علمي ونظري يتخلله جهود بحثية ميدانية تساهم في طرح حلول من شأنها المساهمة في التطوير والارتقاء من المجال، ولا تتردد في نشر هذه الجهود والإنجازات عبر موقعك الإلكتروني أو صفحاتك الاجتماعية الافتراضية الخاصة لما تحمله من أهمية كبيرة كما ذكرنا سابقًا.
· وفي حقيقة الأمر، لا يمكننا أن نطلق على التغير المستمر في أشكال وأنواع الأساليب والصيحات المتعلقة بمجال تقديم الأغذية وخدمات الضيافة "تطورًا"، إلا إن كان يتعلق هذا التغير بتقديم حلول واختيارات أكثر فائدة وراحة وارتباطًا باحتياجات الزوار والضيوف، ولكنه يظل في النهاية "تغير" يحدث بالتوافق مع تبدل أو تقلب الأمور والدوافع والرغبات المجتمعية وكذلك التكنولوجيات المستخدمة والمتعلقة بالتوجه نحو الأغذية والمشروبات وتجارب التذوق وقضاء الأوقات الممتعة في المطاعم والفنادق المختلفة، وتتغير أيضًا مع تبدل القوانين والأحكام التي تسيطر على المجرى التنفيذي والسلوكيات الخاصة بتدشين الهيئات الخاصة وتقديم خدماتها ومنتجاتها.
وهذا التبدل والتغير يتطلب منك الرصد والتحليل الآني؛ حيث يعد الأساس الكامن خلف نجاح وتطور قدراتك وخبراتك الاستشارية التي تقدمها إلى عملائك والمهتمين بالاستفادة من نصائحك وتوصياتك، وهو ما يجعلك فريدًا ومتميزًا في السوق التنافسي كاستشاري متخصص، ولعل واحدة من الأمور التي يجب عليك الاطلاع عليها بشكل مستمر هي آخر المنشورات المطبوعة والإلكترونية المتعلقة بمجال الصناعة، وسبل واستراتيجيات الإدارة المتطورة وآخر الصيحات والتوجهات العالمية، والمقالات البحثية والدراسة الاجتماعية المتعلقة بأولويات واحتياجات الجمهور، وكذلك الاطلاع على أحدث التكنولوجيات التي يتم توظيفها في المنشآت الخاصة بتقديم هذه الخدمات.
· كما أن الأمر يتطلب أكثر من القراءة والدراسة، فالبقاء على اتصال مستمر مع زملاء المهنة ممن يعتنقون نفس الوظيفة أو الإداريين والملاك وكذلك العاملين في المطاعم والفنادق يضيف إلى خبراتك ومعرفتك الكثير من المعلومات والأفكار والمقترحات التي تساهم في الارتقاء بمكانتك الوظيفية في المجال، ويضاف إلى ذلك حضورك -أو مشاركتك- في العديد من الندوات والجلسات النقاشية التي تدور حول الجديد والقديم في صناعة خدمات الأغذية والضيافة، فكل سبيل يساهم في الإعلاء من مكانتك الوظيفية ويثقل من حصيلتك المعرفية يدفعك خطوة إلى الأمام في مجال تقديم الاستشارات الخاصة، وهذه قاعدة غاية في الأهمية، فالتعلم يشبه التغير، لا يتوقف أبدًا، ويتطلب بعضًا من التواضع والرغبة في التعلم والنمو والتطور حتى وإن كان عبر تلاميذك.
· لا تتوقف عن طرح الأسئلة والبحث في أغوار هذه المهنة، كما لا تتوقف عن تطوير ذاتك وأفكارك فيما يتعلق بإيجاد جوانب التميز، وهي واحدة من الأمور التي يخطئ العديد من المهتمين بهذا المجال فهمها، فمن الطبيعي أن تجد العديد من الاختلافات والفنون والعلوم التي قد تحيرك وتشتت انتباهك وتركيزك على هدف أو مبدأ أو استراتيجية عمل محددة، أو تضعف ما تمتلكه من همة وإصرار، لذا عليك من آن لآخر أن تطرح على نفسك مجموعة من الأسئلة:
· من أنت؟ وما الخلفية والتدريب والمواهب التي تجلبها للاستشارات؟ وما هي السمات الرئيسية التي ستمتلكها وصفاتك وخططك؟
· ما الذي يجعلك مختلفًا؟ ما هي وجهة نظرك الخاصة حول صناعة المطاعم التي يمكن أن يستفيد منها العملاء؟ ما الذي تقوم بتدريسه أو عرضه يميزك عن مدير عام أو مدير عمليات أو مالك شركة حالية؟
· ماذا وراء الربح؟ وما الذي يحفزك؟ وما الذي يدفعك إلى الذهاب إلى أبعد من ذلك، والعمل في وقت متأخر؟
· ما هي مبادئ وقيم عملك الأساسية؟ وما هي وصفتك الشخصية في الأعمال التجارية؟ وما هو شعارك في الحياة؟ وما هي السمعة أو الصورة الذهنية التي ترغب في زرعها؟
· ما هي فواصل الصفقة في عملك؟ وما الذي لن تفعله مطلقًا؟ هل ترغب في رفض وظيفة من أجل الدفاع عن قيمة معينة؟ هل أنت على استعداد للعمل في أماكن بعيدة أو بأجور منخفضة إذا لزم الأمر؟ وما هي حدودك للعمل (ساعات ، موقع ، أجر)؟
· هل تسعى لإحداث تغيير في العالم من خلال كونك استشاريًا؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، فكن محددًا، كيف تريد أن تحدث فرقا؟
· هل تبحث عن مهنة أقل إرهاقًا حيث يمكنك أن تكون رئيسك الخاص وتختار ساعاتك الخاصة؟ إذا كان الأمر كذلك أيضًا، فكن محددًا فيما يتعلق بكيفية تصديقك أنه يمكنك إنشاء بيئة خالية من الإجهاد وتلك التي تتحكم في ساعاتك.
· هل أنت قادر على التعامل مع التغيير؟ قدم مثالين حديثين عن التغيير في حياتك والخطوات التي اتخذتها للتأقلم والتفاعل معها على سبيل المثال، وتأكد من تضمين طبيعة استجاباتك العاطفية آن ذاك؛ حيث تعد المرونة والقدرة على التكيف من أهم صفات نجاح الأعمال، سواء على المدى الطويل أو القصير.
وتتطلب المهنة في النهاية معدلات كبيرة من الابتكار والصبر، فقد تعمل في البداية موظفًا بأجر سنوي لمصلحة شركة خاصة محلية أو عالمية لإنتاج الأغذية، تهتم بالحصول على استشارات حول تطوير منتجاتهم الخاصة وقياس مدى رضا المستهلك عن المنتج أو الخدمة المقدمة إليه، أو أن تعمل في مجال الإدارة والتسويق وتدوير المشاريع والمنشآت المعنية بتقديم الأغذية لفترات طويلة حتى تمتلك الخبرة الكافية لأن تكون مستشارًا مستقلًا في المهنة، حيث تختلف تكاليف الخدمات التي يقدمها وفق الخبرة المكتسبة ومستوى صعوبة المشاريع المسندة إليه، مما يعني ضرورة تحديد معدل كل مشروع على حدة، ولكن في جميع الأحوال تظل الحاجة للصبر والتعلم واكتشاف جوانب الابتكار والتميز في تصميم المطاعم وخدمات الضيافة المقدمة وفق احتياجات ومتطلبات الملاك أو الممولين بالتوافق مع تطورات السوق التنافسي وتجدد الصيحات.
٨ نصائح تفصلك عن التميز في تقديم الخدمات الاستشارية في مجال المطاعم والفنادق