تساهم الأنظمة التكنولوجية والابتكارات المتطورة في ازدهار قطاع المطاعم في هذا العصر الحديث الذي يتسم بالسرعة والتطور، فلم يعد بإمكان المطاعم تجاهل الاتجاهات الحديثة التي تطرأ حولها لتخلق قدرة تنافسية مرتفعة في ظل تطورات العصر.
فقد أصبح اعتماد المطاعم على التكنولوجيا حاجة ملحة لرفع كفاءة العمل، وتقليل النفقات، وتوسيع نطاق الأعمال، ومواكبة التغيرات التي طرأت على سلوك المستهلكين خلال السنوات الماضية وخاصة بعد جائحة كورونا، وارتفاع معدلات الطلب عبر الانترنت.
بالإضافة إلى طفرة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في العديد من مجالات صناعة الغذاء ، وانتشار منصات توصيل الطعام واعتماد العملاء عليها بنسبة كبيرة.
ومن هنا شهدت صناعة الأغذية والمشروبات طفرة هائلة في توظيف التكنولوجيا لخدمتها سواء على مستوى أصحاب الأعمال من حيث زيادة نسب المبيعات وتقليل التكاليف، وتنظيم تلك الأعمال بشكل أكثر سهولة وكفاءة، أو على مستوى المستهلكين من حيث رفع مستوى الخدمة المقدمة وتحسين تجربة العملاء.
ولعل أنظمة إدارة المطعم " Restaurant Management System "، تعد أحد أبرز الأنظمة التكنولوجية التي تتبناها المطاعم والتي شهدت تطورًا كبيرًا على مدار السنوات الماضية، وأصبحت نظام أساسي في معظم المطاعم ومنشآت تقديم الأغذية والمشروبات.
وهي نظم تعمل على قبول المدفوعات وتخزين البيانات وتحليلها، وتتبع المبيعات وإدارة المخزون وعمل التقارير، وتساهم في تنظيم عمليات التشغيل وزيادة الأرباح.
لذا تحرص المطاعم حول العالم بتضمين مجموعة من الخواص والأدوار والحلول التكنولوجية في أنظمة إدارة المطعم الخاصة بهم، والتي أصبحت خواص ضرورية وليست كمالية لأي مطعم باختلاف حجم أعماله وطبيعة مفهوم الطعام الذي يقدمه والتي منها:
١- إدارة المخزون - Inventory Management
يعتبر المخزون هو أحد مصادر نفقات المطعم الرئيسية، كما أنه أساس عمل المطعم، فإن المتابعة المستمرة لمستوى المخزون لكل صنف، هو أمر ضروري وإلا سوف تتعطل عمليات التشغيل، لذا فإن خاصية إدارة المخزون من أهم الخواص التي يجب تضمينها في الـ" RMS ".
وتساهم تلك الخاصية في تحديد الكميات المتوفرة من كل صنف، وتاريخ استلامها وأسعارها، كما توفر بعض الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على توقع الكميات المطلوبة وعمل طلبات الشراء التالية بناء على تحليل البيانات ودراسة معدل الاستهلاك من كل صنف.
وتساعد تلك الخاصية المطاعم في تجنب تقلص الكميات المفاجىء في المخزن، وتلف المنتجات ، بالإضافة إلى المساهمة في تقليل نسب الهدر للحد الأدنى.
٢- تقارير مفصلة - Detailed Reports
يجب أن تساعد أنظمة إدارة المطاعم أيضًا على تقديم تقارير مفصلة حول تفضيلات العملاء، وعن تاريخ معاملات الشراء الخاصة بكل عميل، وتحليل اختياراته وهي ما تعد معلومات قيمة مفيدة لمدير المطعم لدراسة ما يفضله الضيوف وما الأصناف التي تحتاج إلى بعض التطوير أو الدراسة أو ربما إعادة تسعيرها أو تعديل حجم الحصة وما إلى ذلك.
وبشكل عام تساعد المعلومات الدقيقة عن طلبات العملاء على أخذ قرارات استراتيجية مدروسة بناءً على أرقام وبيانات وليس مجرد اجتهادات شخصية.
كما تساعد على فهم شخصية ضيوف المطعم ووضع خطط ورؤى مستقبلية خاصة بجهود التسويق والترويج وسياسة الخصومات والعروض.
وقد تشمل بيانات العملاء التي يجب استخدامها لزيادة الأرباح من خلال أنظمة إدارة المطعم ما يلي:
تاريخ الطلب
متوسط قيمة الفاتورة
الأطباق المفضلة
أنماط التردد، أو معدل زيارات العميل على المطعم
الوسيلة المستخدمة في الطلب
٣- تنوع أساليب الدفع - Allow Multiple Payments
تعد المرونة هي سمة الفترة الحالية في المطاعم، من خلال إضافة خيارات دفع مبتكرة، وهو ما يعود بالنفع على المطعم من حيث زيادة معدلات الطلبات وتقليل وقت كل عملية شراء.
فإنه نظرًا لتعدد وسائل الدفع التي يستخدمها العملاء يراعي أصحاب المطاعم شمول أنظمة نقاط البيع الخاصة بالمطعم على قدرة استقبال أكثر من وسيلة دفع.
فقد يستخدم العميل بطاقة هدايا كجزء من الفاتورة ويريد أن يكمل الباقي نقدًا، وقد يفضل البعض استخدام بطاقات الدفع فقط، أو ربما تتناول أكثر من عائلة أو مجموعة من الأصدقاء على نفس الطاولة، وكل منهم يرغب في دفع حسابه منفصلًا بطرق مختلفة، لا سيما رغبة عملاء آخرين في الدفع المسبق عبر الإنترنت عند تسجيل الطلب، كل ذلك يعتبر طرق دفع مختلفة قد توفرها أنظمة إدارة المطاعم و أنظمة نقاط البيع الرقمي " POS ".
بالإضافة إلى قدرة المطعم على السماح بالمدفوعات اللاتلامسية، حيث تشمل بعض أنظمة نقاط البيع في المطاعم خيارات أخرى شائعة مثل أجهزة الدفع على الطاولة، مما يمكن العملاء من شراء عناصر القائمة ودفع الفاتورة من تلقاء أنفسهم، أو استخدام جهاز مسح " Scanning " لقبول المدفوعات عبر الهواتف الذكية.
فإن السماح بأكثر من طريقة دفع واحدة لكل فاتورة تعتبر طريقة سهلة لتبسيط عمليات العملاء، وتقديم حلول ذكية ترفع من الميزة التنافسية للمطعم.
٤- الدمج مع الهاتف - Mobile Integration
تعد القدرة على دمج أنظمة نقاط البيع للمطاعم مع تطبيقات الطلب عبر الإنترنت أمرًا ضروريًا لزيادة أرباح المطاعم ، فقد كشفت بعض الأبحاث أن ٦٧٪ من متوسط إيرادات المطاعم مستمدة حاليًا من طلبات الطعام المقدمة إما عبر الإنترنت أو عبر الهاتف.
فستعمل عمليات التكامل عبر الهاتف المحمول على إدخال معلومات فعالة عن العملاء الذين يطلبون من خلال تطبيقات الهاتف، وكذلك سوف تساعد المديرين في التعامل مع المهام التشغيلية وتبسيط الأعمال.
٥- الاعتماد على البرامج السحابية - Cloud-Based Software
تتجه سلاسل المطاعم أو العلامات التجارية التي لديها أكثر من فرع على استخدام أنظمة سحابية في إدارة تلك الفروع .
و" البرامج السحابية " هي التطبيقات أو الأنظمة الإلكترونية التي يتم إدارتها عن طريق شبكة الإنترنت، ويتم تخزين البيانات والمعالجة عبر الإنترنت، ويجب أن يكون للمستخدمين اتصال بالإنترنت لإدارة الأعمال من خلالها.
وهي ما توفر مرونة أكثر وسهولة في الاستخدام، فمن خلال تلك البرامج السحابية يمكن لمدير المطعم الوصول لمنصة القيادة الرئيسية في البرنامج من أي مكان في العالم من خلال هاتفه المحمول أو أي جهاز يدعم الانترنت.
كما أن هذا النوع من البرمجيات يمتلك خاصية تعقب البيانات من فروع متعددة في لوحة إعدادات واحدة، والقدرة على دمج هذه البيانات بسرعة، ومعرفة مقدار الأرباح التي يحققها كل فرع من فروع المطعم ، وتحديد أكثر الفروع نجاحًا.
وبدلاً من تخزين البيانات في موقع مادي واحد، يتم تخزينها وصيانتها عبر العديد من مراكز البيانات عن بُعد باستخدام إطار الحوسبة السحابية " Cloud Computing " ، والتي تُمكن من الوصول إليها من أي مكان متصل بالإنترنت، وتسهل عملية مشاركة الملفات بين العاملين في المطعم أو مسؤولي الإدارة دون الحاجة إلى تتبع إصدارات متعددة من نفس الملف، حيث يتم تحديث كل شيء تلقائيًا في السحابة، كما أنها توفر تأمين أقوى للبيانات، وتقلل من مخاطر فقدها حتى وإذا تعرض النظام إلى الاختراق.
تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة